أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[تبدل الهمزة واوا أو ياء في بابين]

صفحة 342 - الجزء 4

  المضارعة المفتوحة، وياء بعد الكسرة نحو: إيمان. وشذّت قراءة بعضهم {إِيلافِهِمْ}⁣(⁣١)؛ بالتحقيق، وواوا بعد الضمة نحو: أوتمن، وأجاز الكسائي أن يبتدأ (أؤتمن) بهمزتين، نقله عنه ابن الأنباري في كتاب الوقف والابتداء وردّه.

  وإن كانت الأولى ساكنة والثانية متحرّكة؛ فإن كانتا في موضع العين؛ أدغمت الأولى في الثانية نحو: سآل ولآل ورآس. وإن كانتا في موضع اللام أبدلت الثانية ياء مطلقا؛ فتقول في مثال قمطر من قرأ: قرأي، وفي مثال سفرجل منه: قرأ يأ - بهمزتين بينهما ياء مبدلة من همزة.

  وإن كانتا متحركتين، فإن كانتا في الطرف أو كانت الثانية مكسورة أبدلت ياء مطلقا، وإن لم تكن طرفا وكانت مضمومة؛ أبدلت واوا مطلقا.

  وإن كانت مفتوحة، فإن انفتح ما قبلها أو انضم أبدلت واوا، وإن انكسر أبدلت ياء.

  وأمثلة المتطرفة أن تبني من قرأ مثل جعفر أو زبرج أو برثن، وأمثلة المكسورة أن تبني من أمّ مثل أصبع - بفتح الهمزة أو كسرها أو ضمها والباء فيهن مكسورة - فتقول في الأول: أأمم - بهمزتين مفتوحة فساكنة - تنقل حركة الميم الأولى إلى الهمزة الثانية قبلها لتتمكّن من إدغامها في الميم الثانية، ثم تبدل الهمزة ياء، وكذا تفعل في الباقي أيضا وذلك واجب، وأمّا قراءة ابن عامر والكوفيين: {أَئِمَّةً}⁣(⁣٢) بالتّحقيق، فممّا يوقف عنده ولا يتجاوز، وأمثلة المضمومة: أوبّ، جمع أبّ وهو المرعى، وأن يبنى من أمّ مثل إصبع - بكسر الهمزة وضمّ الباء - أو مثل أبلم؛ فتقول:

  إوم - بهمزة مفتوحة أو مكسورة أو مضمومة وواو مضمومة - وأصل الأوّل أأبب على وزن أفلس، وأصل الثاني والثالث: إئمم وأأمم؛ فنقلوا فيهنّ، ثم أبدلوا الهمزة واوا، وأدغموا أحد المثلين في الآخر ومثال المفتوحة بعد مفتوحة أوادم جمع آدم، ومثال المفتوحة بعد المضمومة أويدم تصغير آدم، ومثال المفتوحة بعد مكسورة أن تبني من أمّ على وزن إصبع - بكسر الهمزة وفتح الباء.


(١) سورة قريش (الإيلاف)، الآية: ٢

(٢) سورة القصص، الآية: ٥ من عدة آيات.