أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

فصل في إبدال الواو من أختيها الألف والياء

صفحة 350 - الجزء 4

  مثل مقدرة فإنّك تقول: مرموة، بخلاف نحو: توانى توانية؛ فإنّ أصله قبل دخول التّاء توانيا بالضم كتكاسل تكاسلا، فأبدلت ضمته كسرة لتسلم الياء من القلب، ثم طرأت التاء لإفادة الوحدة وبقي الإعلال بحاله، أو لام اسم مختوم بالألف والنون كأن تبني من الرمي على وزن سبعان اسم الموضع الذي يقول فيه ابن الأحمر:

  ألا يا ديار الحيّ بالسّبعان⁣(⁣١) [٥٥٠]

  فإنّك تقول: رموان.

  الثالثة: أن تكون لاما لفعلى، بفتح الفاء - اسما لا صفة، نحو: تقوى وشروى وفتوى، قال الناظم وابنه: وشذّ سعيا لمكان، وريّا للرائحة، وطغيا لولد البقرة الوحشيّة، انتهى؛ فأمّا الأوّل: فيحتمل أنّه منقول من صفة كخزيا وصديا مؤنثي خزيان وصديان، وأما الثّاني: فقال النّحويون: صفة غلبت عليها الاسمية، والأصل: رائحة ريّا، أي: مملوءة طيبا وأما الثالث: فالأكثر فيه ضمّ الطّاء؛ فلعلّهم استصحبوا التّصحيح حين فتحوا للتخفيف.

  الرابعة: أن تكون عينا لفعلى - بالضم - اسما كطوبى مصدرا لطاب، أو اسما للجنة، أو صفة جارية مجرى الأسماء وهي فعلى أفعل، كالطّوبى والكوسى والخورى مؤنّثات أطيب وأكيس وأخير، والذي يدل على أنّها جارية مجرى الأسماء أنّ أفعل التّفضيل يجمع على أفاعل⁣(⁣٢) فيقال: الأفاضل والأكابر، كما يقال في جمع أفكل: أفاكل.

  فإن كان فعلى صفة محضة وجب قلب ضمته كسرة، ولم يسمع من ذلك إلّا


(١) نسب قوم هذا الشاهد لابن أحمر كما فعل المصنف ههنا، ونسبه قوم لتميم بن أبي بن مقبل، وقد سبق ذكره، وهو الشاهد رقم ٥٥٠ فانظره في باب النسب، والذي أنشده المؤلف صدر بيت من الطويل، وعجزه قوله:

أملّ عليها بالبلى الملوان

(٢) أي إذا كان مقترنا بأل أو مضافا إلى معرفة؛ وانظر ما قدمناه في باب جمع التكسير؛ ثم تأمل في دقة عبارة المؤلف حيث جاء بالجمع مقترنا بأل.