فصل في إبدال الواو من أختيها الألف والياء
فصل في إبدال الواو من أختيها الألف والياء
  أما إبدالها من الألف ففي مسألة واحدة، وهي أن ينضم ما قبلها، نحو: بويع وضورب، وفي التنزيل: {ما وُورِيَ عَنْهُما}(١).
[وتبدل الياء واوا في أربع مسائل]
  وأما إبدالها من الياء ففي أربع مسائل:
  إحداها: أن تكون ساكنة مفردة في غير جمع، نحو: موقن وموسر، ويجب سلامتها إن تحركت نحو: هيام، أو أدغمت كحيّض، أو كانت في جمع ويجب في هذه قلب الضمة كسرة كهيم وبيض في جمع أفعل أو فعلاء.
  الثانية: أن تقع بعد ضمة وهي إما لام فعل كنهو الرّجل وقضو بمعنى ما أنهاه، أي أعقله، وما أقضاه، أو لام اسم مختوم بتاء بنيت الكلمة عليها كأن تبنى من الرمي
= اللغة: «طرقتنا» زارتنا ليلا، وتقول: طرق فلان القوم يطرقهم طرقا، من باب نصر، وطروقا أيضا، تريد أنه زارهم في الليل، ويقال «أتانا طروقا» كما تقول: أتانا ليلا «مية» اسم امرأة «أرق» بتشديد الراء - أسهر وأذهب النوم من أعينهم «النيام» جمع نائم، وهو اسم الفاعل من نام ينام نوما.
المعنى: ذكر أن هذه المرأة قد زارتهم ليلا، وأن حديثها العذب وكلامها البديع قد أثر فيهم حتى قضوا ليلهم أيقاظا.
الإعراب: «ألا» أداة تنبيه «طرقتنا» طرق: فعل ماض، والتاء علامة التأنيث، وضمير المتكلم ومعه غيره مفعول به «مية» فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة «ابنة» نعت لمية، وهو مضاف و «منذر» مضاف إليه «فما» الفاء عاطفة، وما: نافية «أرّق» فعل ماض «النيام» مفعول به لأرّق «إلا» أداة حصر «كلامها» كلام: فاعل أرّق مرفوع بالضمة الظاهرة، وهو مضاف وضمير الغائبة العائد إلى مية مضاف إليه.
الشاهد فيه: قوله: «النيام» فإنه جمع نائم، والهمزة في المفرد منقلبة عن واو، وأصله ناوم، كما أن أصل الجمع نوام، وقلب الواو هنا ياء شاذ، وقياسه أحد أمرين أولهما حذف الألف بحيث يقال نيم، كما قيل: صيم وقيم، وثانيهما سلامة الواو أي عدم قلبها ياء بأن يقال نوام كما يقال قوام وصوام، فأما أن تبقى الألف وتقلب الواو ياء كما وقع في بيت الشاهد فهو شاذ.
(١) سورة الأعراف، الآية: ٢٠.