[فصل: كل الموصولات تفتقر إلى صلة، وشروط الصلة]
  أي: والذي تحملينه طليق، وعندنا أن «هذا طليق» جملة اسمية، و «تحملين» حال، أي: وهذا طليق محمولا.
[فصل: كل الموصولات تفتقر إلى صلة، وشروط الصلة]
  فصل: وتفتقر كلّ الموصولات إلى صلة متأخرة عنها مشتملة على ضمير مطابق لها يسمى العائد(١).
= «تحملين» فعل مضارع مرفوع بثبوت النون وياء المؤنثة المخاطبة فاعل، والجملة من الفعل وفاعله في محل نصب حال من اسم الإشارة على رأي سيبويه الذي يجوز مجيء الحال من المبتدأ، أو حال من الضمير المستكن في خبره عند الجمهور «طليق» خبر المبتدأ الذي هو اسم الإشارة، هذا إعراب البصريين وهو الذي ارتضاه جمهرة النحاة المتأخرين، وتقدير الكلام عليه: أمنت والحال أن هذا طليق حال كونه محمولا لك، وستعرف في بيان الاستشهاد بالبيت إعراب الكوفيين له.
الشاهد فيه: قوله «وهذا تحملين طليق» فإن الكوفيين ذهبوا إلى أن «ذا» اسم موصول وقع مبتدأ، ولم يمنعهم اتصال حرف التنبيه به من أن يلتزموا موصوليته، كما لم يمنعهم عدم تقدم ما أو من الاستفهاميتين من التزام موصوليته، وعندهم أن التقدير والذي تحملينه طليق، فذا: اسم موصول مبتدأ، وجملة «تحملين» لا محل لها صلة، والعائد ضمير منصوب محذوف، وطليق: خبر المبتدأ، وعند الكوفيين أن جميع ما يكون اسم إشارة قد يكون اسم موصول، وخرجوا على ذلك قوله تعالى: {وَما تِلْكَ بِيَمِينِكَ يا مُوسى} قالوا: «ما» اسم استفهام مبتدأ، و «تلك» اسم موصول بمعنى التي خبره، و «بيمينك» جار ومجرور متعلق بمحذوف صلة. وخرجوا عليه أيضا قول اللّه جل شأنه: {ثُمَّ أَنْتُمْ هؤُلاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ} وقوله تباركت آلاؤه: {ها أَنْتُمْ هؤُلاءِ جادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا} وتقدير الآية الأولى عندهم: ثم أنتم الذين تقتلون أنفسكم، وتقدير الثانية عندهم: ها أنتم الذين جادلتم عنهم في الحياة الدنيا، وكل ذلك غير مسلم لهم.
(١) إنما افتقرت الموصولات الاسمية إلى الصلة لأن كل واحد منها اسم ناقص لا يتم معناه في نفسه إلّا بضميمة تنضم إليه، وهذه الضميمة هي الصلة بشروطها التي سينص المؤلف عليها، وإنما شرطوا في جملة الصلة أن تكون خبرية - أي محتملة للصدق والكذب بالنظر إلى ذاتها، لا بالنظر إلى المتكلم - لأنهم إنما أرادوا بالاسم الموصول أن يكون وصلة لنعت الاسم المعرفة بالجمل، ومن المعلوم أن الجملة لا تصلح للنعت بها إلّا إذا كانت خبرية، وإنما شرطوا فيها أن تكون معهودة للمخاطب لأن =