هذا باب الموصول
  والكوفيّ لا يشترط ما ولا من، واحتجّ بقوله:
  [٥٥] -
  أمنت وهذا تحملين طليق
= «الحزينا» مفعول به ليعزي، والألف للإطلاق، والجملة من الفعل وفاعله لا محل لها صلة ذا.
الشاهد فيه: قوله «فمن ذا يعزي» حيث أتى بذا اسما موصولا بمعنى الذي بعد من الاستفهامية، وجاء لذا بصلة هي جملة «يعزي الحزين».
[٥٥] - هذا عجز بيت من الطويل، وصدره قوله:
عدس، ما لعبّاد عليك إمارة
والبيت ليزيد بن ربيعة بن مفرغ الحميري ويقال: إن ربيعة هو مفرغ نفسه، وكان يزيد حليف قريش، ولما ولي سعيد بن عثمان بن عفان خراسان طلب إلى يزيد أن يصحبه، فأبى ورغب في صحبة زياد بن أبي سفيان، ولكنه ما عتم أن كره البقاء معه، فأتى عباد بن زياد في سجستان فأقام معه، ثم ما لبث أن هجاه، فأخذه عبيد اللّه بن زياد أخو عباد فحبسه وعذبه وبلغ ذلك معاوية بن أبي سفيان فأمر بإطلاقه، وفي ذلك يقول قصيدة منها بيت الشاهد، وبعده قوله:
طليق الّذي نجّى من الحبس بعد ما ... تلاحم في درب عليك مضيق
ذري أو تناسي ما لقيت، فإنّه ... لكلّ أناس خبطة وخريق
اللغة: «عدس» اسم زجر للبغل ليسرع، وهو مبني على السكون، وربما أعربه الشاعر إذا اضطر، وربما سموا البغل نفسه عدسا «إمارة» حكم وولاية «طليق» فعيل بمعنى مفعول، يريد أنه قد أطلق من الأسر وأفرج عنه فصار حرا، وإذا لم يكن لعباد حكم على البغل فلأن لا يكون له حكم على صاحب البغل وراكبه أولى «درب» بفتح فسكون - هو باب الطريق الواسع «مضيق» هو فاعل تلاحم قبله «خبطة» بفتح الخاء وسكون الباء - هو شيء كالزكمة يأخذ قبل الشتاء، وفعله خبط - بالبناء للمجهول - «خريق» هي الريح الباردة الهبابة الشديدة، ويقال لها: خروق - بزنة صبور - أيضا.
الإعراب: «عدس» اسم صوت مبني على السكون لا محل له من الإعراب «ما» حرف نفي مبني على السكون لا محل له من الإعراب «لعباد» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم «عليك» جار ومجرور متعلق به الجار والمجرور السابق «إمارة» مبتدأ مؤخر «أمنت» فعل ماض، وتاء المخاطبة فاعله «وهذا» الواو واو الحال، واسم الإشارة مبتدأ =