هذا باب المعرفة بالأداة
  رأيت الوليد بن اليزيد مباركا(١)
  فضرورة سهّلها تقدّم ذكر الوليد.
  فصل: من المعرّف بالإضافة أو الأداة ما غلب على بعض من يستحقّه حتى التحق بالأعلام؛ فالأول كابن عباس، وابن عمر بن الخطاب، وابن عمرو بن العاص، وابن مسعود، غلبت على العبادلة(٢) دون من عداهم من إخوتهم، والثاني كالنّجم للثّريّا، والعقبة والبيت والمدينة والأعشى، و «أل» هذه زائدة لازمة، إلا في نداء أو إضافة فيجب حذفها، نحو: «يا أعشى باهلة»، و «أعشى تغلب»، وقد يحذف في غير ذلك، سمع «هذا عيّوق طالعا»، و «هذا يوم اثنين مباركا فيه»(٣).
= سهل، لأنا نزعم أن العرب سموا «النعمان» مصاحبا لأل، وسموا «نعمان» غير مقترن بأل، فتمثيل كل جماعة باعتبار، ومن تسميتهم بالمجرد قول الشاعر:
أيا جبلي نعمان باللّه خلّيا ... نسيم الصّبا يخلص إليّ هبوبها
وقول الآخر:
زيادتنا نعمان لا تحبسنّها ... تق اللّه فينا والكتاب الّذي تتلو
(١) هذا صدر بيت من الطويل، وعجزه قوله:
شديدا بأعباء الخلافة كاهله
وقد تقدم ذكر هذا البيت مشروحا الشرح الوافي مع بيان مكان الاستشهاد منه، فلا حاجة بنا إلى إعادة شيء من القول عليه هنا (وهو الشاهد رقم ١٩).
(٢) العبادلة: جمع عبدل - بزنة جعفر - نحتوه من «عبد اللّه» كما قالوا: بسملة، وطلبقة، وحمدلة، وعبشم، وعبقس، وعبدر، وهكذا، ومن العلماء من زعم أن الصواب هو وضع «ابن الزبير» في مكان «ابن مسعود» لأن عبد اللّه بن مسعود مات قبل أن يطلق لفظ «العبادلة» على هؤلاء، ولكن المؤلف لا يقصد هذا، وإنما يقصد أن لفظ «ابن عمر» غلب على عبد اللّه بن عمر من بين إخوته، ولفظ «ابن مسعود» غلب على عبد اللّه بن مسعود من بين إخوته، وهلم جرا، وآية أنه يريد ذلك أن كلامه في المعرف بالإضافة، فأما لفظ العبادلة فقد جمع به «عبد اللّه» على طريق النحت.
(٣) الدليل على أن «يوم اثنين» علم أن الحال قد جاءت منه، ولو كان نكرة كما يقول المبرد لرفعوا في هذا المثال الوصف ليكون نعتا له، فإذا قالوا «يوم الاثنين» مقترنا بأل، فقد =