أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[فصل: حذف المبتدأ جوازا أو وجوبا]

صفحة 197 - الجزء 1


= .... وهذا البيت من شواهد سيبويه (١ - ١٦١ و ١٧٥) ولم ينسب في صدر الكتاب، ولا نسبه الأعلم الشنتمري في شرح شواهده، وقد استشهد به كثير من النحاة، ولم ينسبوه ولا نسبه أحد ممن تعرض لشرح كلامهم، وقد عثرت في مادة «روضة المثرى» من كتاب «معجم البلدان» لياقوت الرومي على قطعة نسبها إلى منذر بن درهم الكلبي، وأسند روايتها إلى أبي الندى، وفيها هذا البيت، وقبله قوله:

وأحدث عهدي من أميمة نظرة ... على جانب العلياء إذ أنا واقف

تقول: حنان، ما أتى بك ههنا ... أذو نسب ... البيت، وبعده:

فقلت: أنا ذو حاجة ومسلّم ... فضمّ علينا المأزق المتضايف

وقد أنشده الزجاجي في أماليه (ص ١٣١) من غير عزو، وأول عجزه عنده «أذو زوجة أم.. .».

اللغة: «حنان» الحنان: العطف والرحمة، وقال ابن عباس في قوله تعالى: {وَحَناناً مِنْ لَدُنَّا}: «لا أدري ما الحنان»! وقال الفراء: هو في الآية الكريمة الرحمة، أي فعلنا ذلك رحمة لأبويك «ما أتى بك ههنا» استنكار منها لتجشمه الهول وتكبده المشاق وتعريضه نفسه للهلكة، فعسى أن يراه قومها الغيارى فيؤذوه «أذو نسب - إلخ» قالوا: هذا منها تلقين للحجة بها إذا ما رآه أحد من قومها.

المعنى: وصف أنه التقى بمحبوبته على غير ترقب منها فأنكرته، وأنها خافت عليه صولة قومها، فلقنته الجواب الذي يذكره إن سأله أحدهم عن سبب مقدمه.

الإعراب: «فقالت» الفاء حرف عطف، قال: فعل ماض، والتاء علامة على تأنيث الفاعل، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي «حنان» خبر مبتدأ محذوف، والتقدير: أمري حنان «ما» اسم استفهام مبتدأ «أتى» فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود على ما الاستفهامية «بك» جار ومجرور متعلق بأتى «ههنا» ها: حرف تنبيه، هنا: ظرف مكان متعلق بأتى أيضا، مبني على السكون في محل نصب، وجملة أتى وفاعله في محل رفع خبر المبتدأ الذي هو ما الاستفهامية «أذو» الهمزة للاستفهام، ذو: خبر مبتدأ محذوف يدل عليه الكلام، وتقديره: أأنت ذو نسب، وذو مضاف و «نسب» مضاف إليه «أم» حرف عطف «أنت» مبتدأ «بالحي» جار ومجرور متعلق بعارف الآتي «عارف» خبر المبتدأ الذي هو أنت، وجملة المبتدأ وخبره معطوفة على جملة المبتدأ وخبره السابقة.

الشاهد فيه: قوله «حنان» حيث رفعه على أنه خبر لمبتدأ محذوف، وتقدير الكلام: =