أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[فصل: توسط أخبارهن]

صفحة 218 - الجزء 1

[فصل: توسط أخبارهن]

  فصل: وتوسّط أخبارهنّ جائز⁣(⁣١)، خلافا لابن درستويه في ليس، ولابن معط


= اسم فاعل من زال الناقصة، واسمه ضمير مستتر فيه «أحبك» أحب: فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا وضمير المخاطبة مفعول به، وجملة الفعل المضارع وفاعله ومفعوله في محل نصب خبر زائل، وجملة ليس واسمها وخبرها في محل رفع خبر أن المخففة من الثقيلة «حتى» حرف غاية وجر «يغمض» فعل مضارع منصوب بأن المضمرة بعد حتى «الجفن» مفعول به ليغمض «مغمض» فاعل يغمض، وأن المضمرة مع معمولها في تأويل مصدر مجرور بحتى، والجار والمجرور متعلق بأحب، والتقدير: أحبك إلى إغماض مغمض الجفن.

الشاهد فيه: قوله: «زائلا أحبك» حيث أعمل اسم الفاعل المأخوذ من مصدر الفعل الناقص عمل فعله، فرفع به الاسم ونصب به الخبر، أما اسم الفاعل فهو قوله: «زائلا» وفعله الناقص هو «زال» وقد أعمله في اسم وخبر، فأما اسمه فهو الضمير المستتر فيه وأما خبره فهو جملة «أحبك».

ومن الطرائف في هذا البيت أنه قد تداخلت فيه ثلاث نواسخ؛ أولها «أن المخففة من الثقيلة، وثانيها «ليس» وثالثها «زائلا» الذي هو محل الاستشهاد هنا، وليس يعسر عليك - بعد الذي قررناه في إعراب البيت - أن تعرف تداخلها، وأن تدرك معمولي كل واحد من هذه النواسخ الثلاثة، فتفطن واللّه سبحانه المسؤول أن يرشدك ويوفقك.

(١) لخبر كان وأخواتها مع اسمها ثلاث حالات:

الحالة الأولى: أن يجب تقديم اسمها وتأخير خبرها، وذلك في موضعين، الأول أن يكون الاسم محصورا في الخبر - نحو قول اللّه تعالى: {وَما كانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكاءً} والثاني أن يكون إعراب الاسم والخبر جميعا غير ظاهر بأن يكونا معربين تقديرا نحو قولك «كان موسى فتاك»، أو يكونا مبنيين نحو قولك «كان هؤلاء من يجادلونك».

الحالة الثانية: أن يكون توسط الخبر بين العامل والاسم واجبا، وذلك في موضعين الأول: أن يكون الخبر محصورا في الاسم نحو قولك «ليس قائما إلّا زيد» ومنه قوله تعالى: {ما كانَ حُجَّتَهُمْ إِلَّا أَنْ قالُوا} بنصب «حجتهم» على أنه خبر كان، واسمها المصدر المنسبك من «أن قالوا» والثاني: أن يتصل بالاسم ضمير يعود على بعض الخبر نحو قولك «كان في الدار صاحبها».

الحالة الثالثة: جواز الأمرين تقديم اسمها على خبرها وتأخيره عنه، وذلك فيما عدا ما يجب فيه التوسط أو التأخر.