أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

فصل: ينجلي الفعل بأربع علامات:

صفحة 22 - الجزء 1

[الخامسة: الإسناد إليه]

  الخامسة: الإسناد إليه، وهو: أن تنسب إليه ما تحصل به الفائدة، وذلك كما في «قمت»⁣(⁣١) و «أنا» في قولك «أنا مؤمن».

فصل: ينجلي الفعل بأربع علامات:

[إحداها: تاء الفاعل]

  إحداها: تاء الفاعل، متكلما كان ك «قمت» أو مخاطبا نحو: «تباركت».


= ونظير هذا البيت - في دخول أل الموصولة على الفعل المضارع - قول ذي الخرق الطهوي:

يقول الخنى، وأبغض العجم ناطقا ... إلى ربّنا صوت الحمار اليجدّع

وقول ذي الخرق أيضا:

فيستخرج اليربوع من نافقائه ... ومن جحره بالشيخة اليتقصّع

وقوله الآخر:

ما كاليروح ويغدو لاهيا فرحا ... مشمّر يستديم الحزم ذو رشد

ومن ذلك قول سلامان الطائي «تهذيب اللغة ٤/ ٢٨٥».

أخفن اطّناني إن سكتن وإنّني ... لفي شغل عن ذحلي اليتتبّع

وقد وردت شواهد كثيرة تدل لهذه المسألة.

واعلم أن دخول «أل» الموصولة على الفعل المضارع مختلف فيه عند النحاة؛ فذهب ابن مالك وجمهرة الكوفيين إلى أنه جائز في الاختيار وإن كان قليلا، وتمسكوا بما ورد من الشواهد عن العرب كهذا البيت «انظر شرحنا على الأشموني ١ - ١٦٩» وذهب البصريون إلى أنه لا يجوز في غير ضرورة الشعر، وقال الشيخ عبد القاهر الجرجاني:

إنه من أقبح ضرورات الشعر.

فمن ذهب إلى أن دخول أل الموصولة على المضارع جائز في السعة لم يجعلها من علامات الاسم، ومن ذهب إلى أن أل الموصولة لا تدخل على المضارع إلا ضرورة جعل أل بجميع أنواعها من علامات الاسم.

(١) يريد «وذلك كالتاء التي في قولك قمت» وذلك لأن نسبة القيام إلى التاء دلت على أن هذه التاء اسم، واستفيد من تمثيل المؤلف بهذين المثالين أنه لا فرق بين أن يكون المسند إليه متأخرا كما في «قمت» أو يكون المسند إليه متقدما كما في «أنا مؤمن» كما أنه أشار بهما إلى أنه لا فرق بين أن يكون المسند فعلا كما في «قمت» أو أن يكون المسند اسما كما في «أنا مؤمن».