أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

فصل: يتميز الاسم عن الفعل والحرف بخمس علامات:

صفحة 21 - الجزء 1


= ....

فحيّا الإله أبا حزرة ... وأرغم أنفك يا أخطل

وجدّ الفرزدق أتعس به ... ودقّ خياشيمه الجندل

فقال له الفرزدق:

يا أرغم اللّه أنفا أنت حامله ... يا ذا الخنى ومقال الزّور والخطل

ومن بعده البيت المستشهد بصدره.

اللغة: «أبا حزرة» هي كنية جرير بن عطية «الجندل» الحجر «يا أرغم اللّه أنفا أنت حامله» أصل أرغمه بمعنى عفره بالرغام، وهو التراب، وذلك كناية عن الإذلال والإهانة «الخنى» الفحش «الخطل» المنطق الفاسد المضطرب «الحكم» الذي يحكمه الخصمان ليفصل بينهما «الأصيل» الحسيب «الجدل» شدة الخصومة.

المعنى: يقول: لست بالرجل الذي يؤبه لكلامه أو يعتد به، فإنا لم نحكمك فيما بيننا من خصومة، ولا أنت بالرجل الشريف النسب، ولا بصاحب الرأي، ولا بصاحب اللسن الذي يقوى على الخصومة.

الإعراب: «ما» نافية «أنت» ضمير منفصل مبتدأ «بالحكم» الباء حرف جر زائد، الحكم:

خبر المبتدأ مرفوع بضمة مقدرة على آخره منع ظهورها اشتغال المحلّ بحركة حرف الجر الزائد «الترضى» ال: اسم موصول بمعنى الذي، نعت للحكم مبني على السكون في محل رفع تبعا لمحل الحكم أو في محل جر تبعا للفظه، ترضى: فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بضمة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر «حكومته» حكومة:

نائب فاعل ترضى، مرفوع بالضمة الظاهرة، وهو مضاف وضمير الغائب مضاف إليه، وجملة الفعل ونائب فاعله لا محل لها من الإعراب صلة ال «ولا» الواو حرف عطف، لا: حرف زائد لتأكيد النفي «الأصيل» معطوف على الحكم «ولا» الواو عاطفة، لا:

زائدة لتأكيد النفي أيضا «ذي» معطوف بالواو على الحكم، مجرور بالياء نيابة عن الكسرة لأنه من الأسماء الستة، وهو مضاف و «الرأي» مضاف إليه «والجدل» الواو حرف عطف، الجدل: معطوف على الرأي، والمعطوف على المجرور مجرور، وعلامة جره الكسرة الظاهرة.

الشاهد فيه: قوله: «الترضى» حيث دخلت «ال» الموصولة على الفعل المضارع فدل ذلك على أن «أل» الموصولة ليست علامة على اسمية ما تدخل عليه، لأنها كما تدخل على الاسم في نحو القائم والمضروب تدخل على الفعل كما في هذا البيت ونحوه من الشواهد. =