أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[فصل: تختص كان بأمور: منها زيادتها]

صفحة 231 - الجزء 1

  والثاني: كونها بين شيئين متلازمين ليسا جارا ومجرورا، نحو⁣(⁣١): «ما كان أحسن زيدا»، وقول بعضهم: «لم يوجد كان مثلهم»، وشذّ قوله:

  [٩٢] -

  على كان المسوّمة العراب


= روياه برفع «مزاجها عسل وماء» على أنها جملة من مبتدأ وخبر في محل رفع صفة لسبيئة، والرد على ذلك أن الرواية المعتمدة بنصب «مزاجها» على أنه خبر يكون مقدم، ورفع «عسل وماء» على أنه اسم يكون مؤخر ومعطوف عليه، ولئن سلمنا رواية رفعهما فليس يلزم عليها زيادة يكون، بل هي عاملة، واسمها ضمير شأن محذوف، و «مزاجها عسل وماء» مبتدأ وخبر، وجملة المبتدأ والخبر في محل نصب خبرها.

وكذلك بيت الشاهد، ليست «تكون» فيه زائدة، بل هي عاملة، واسمها ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت، وخبرها محذوف، والجملة لا محل لها معترضة بين المبتدأ وخبره والتقدير: أنت ماجد نبيل تكونه: أي تكون أنت إياه:

(١) كثرت زيادة «كان» بين ما التعجبية وفعل التعجب، نحو قول الشاعر:

للّه درّ أنو شروان من رجل ... ما كان أعرفه بالدّون والسّفل

ونحو قول شاعر الحماسة:

أبا خالد ما كان أدهى مصيبة ... أصابت معدّا يوم أصبحت ثاويا

ونحو قول امرئ القيس:

أرى أمّ عمرو دمعها قد تحدّرا ... بكاء على عمرو، وما كان أصبرا

ونحو قول عروة بن أذينة:

ما كان أحسن فيك العيش مؤتنفا ... غضّا، وأطيب في آصالك الأصلا

[٩٢] - هذا عجز بيت من الوافر، وصدره قوله:

سراة بني أبي بكر تسامى

وأنشد الفراء هذا البيت ولم ينسبه إلى قائل، ولم يعرف العلماء له قائلا ويروى المصراع الأول منه:

جياد بني أبي بكر تسامى

اللغة: «سراة» جمع سري، وهو جمع عزيز نادر، فإنه يندر جمع فعيل على فعلة، والجياد: جمع جواد، وهو الفرس النفيس، و «تسامى» أصله تتسامى بتاءين فحذف إحداهما «المسومة» الخيل التي جعلت لها علامة ثم تركت في المرعى ليراها من تحدثه نفسه بالسطو عليها فيعرف أصحابها فلا يجرؤ على التقدم إليها، وكانت لكل =