[إن، وإعمالها نادر]
  إذ المبتدأ «ذكرى» وليس بزمان.
[إن، وإعمالها نادر]
  وأما «إن» فإعمالها نادر(١)، وهو لغة أهل ...
= عطف «من» اسم موصول: معطوف على جبيرة «جاء» فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود على من الموصولة «منها» جار ومجرور متعلق بجاء «بطائف» جار ومجرور متعلق بجاء أيضا، وطائف مضاف و «الأهوال» مضاف إليه.
قال قوم: ويجوز أن يكون «هنا» ظرف مكان أو زمان متعلقا بمحذوف خبر مقدم، ويكون قوله: «ذكرى جبيرة» مبتدأ مؤخرا، ويكون قد ذكر طرفي الإسناد بعد «لات» المهملة، وهو خلاف ما ذكرناه في شرح الشاهد السابق من أن طرفي الجملة لا يذكران جميعا مع لات، وستعرف في بيان وجه الاستشهاد بالبيت وجها آخر من الإعراب.
الشاهد فيه: قوله: «لات هنا ذكرى جبيرة» والقول في بيان هذا الشاهد يحتاج إلى إيضاح أمرين:
الأول: أن أصل «هنا» اسم إشارة إلى المكان البعيد كما تقدم في بيان لغة البيت ومن قبل ذلك في باب اسم الإشارة.
والأمر الثاني: أن «لات» حرف نفي لا تعمل عمل ليس إلّا في أسماء الزمان، فإذا حاولت أن تجعل «لات» عاملة في «ذكرى» أو أن تجعلها عاملة في «هنا» مع بقائها على أصلها كنت قد أعملتها في مصدر أو في اسم مكان، وهو غير الأصل في الموضعين، فلم يكن لك بد من أحد أمرين.
أولهما: أن تهمل «لات» وعليه يكون قوله «هنا» ظرف مكان متعلقا بذكرى أو بمحذوف خبر مقدم على ما قيل مع ضعفه، و «ذكرى جبيرة» مبتدأ على الوجهين، وهذا ما أشار إليه المؤلف هنا.
والثاني: وإليه ذهب الرضي وسيبويه وغيرهما من النحاة - أن «هنا» التي تقع بعد «لات» في مثل هذا البيت تصير ظرف زمان، فهي متعلقة بمحذوف خبر لات، وقد أضيفت إلى ذكرى جبيرة، واسم لات محذوف، وكأنه قد قال: ليس الوقت وقت ذكرى جبيرة.
(١) اختلف النحاة في جواز إعمال «إن» عمل ليس، فذهب الكسائي وأكثر الكوفيين، وأبو علي الفارسي، وأبو الفتح بن جني، إلى جواز إعمالها، وذهب الفراء وأكثر أهل البصرة إلى عدم جواز إعمالها، واختلف نقل العلماء عن سيبويه والمبرد، فنقل السهيلي الجواز عن سيبويه والمنع عن أبي العباس المبرد، ونقل النحاس عكس ما نقله =