[فصل: زيادة الباء في الأخبار]
  في خبر(١) «لا» وكلّ ناسخ منفي، كقوله:
  [١١٢] -
  وكن لي شفيعا يوم لا ذو شفاعة ... بمغن فتيلا عن سواد بن قارب
=
بأكثر منّي لوعة، غير أنّني ... أطامن أحشائي على ما أجنّت
ومنه قول بعض الأعراب:
فلمّا كتمت الوجد قالت تعنّتا: ... صبرت، وما هذا بفعل شجي القلب
ومنه قول الفرزدق:
ما أنت بالحكم التّرضى حكومته ... ولا الأصيل ولا ذي الرّأي والجدل
ومنه قول الآخر، وهو عبيد بن الأبرص:
ما الطّرف منّي إلى ما لست أملكه ... ممّا بدا لي بباغي اللّحظ طمّاح
وعلى هذا جاء قول المتنبي:
وما أنا بالباغي على الحبّ رشوة ... ضعيف هوى يبغى عليه ثواب
(١) وتزاد الباء في اسم ليس إذا تأخر عن خبرها، وقد ورد ذلك في القرآن الكريم، وذلك قوله تعالى: {لَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ} في قراءة من نصب البر.
ومنه قول الشاعر:
أليس عجيبا بأنّ الفتى ... يصاب ببعض الّذي في يديه
ونظير ذلك زيادتها في خبر المبتدأ المنفي بما ولو كان قد تقدم على المبتدأ، ومنه قول الشاعر:
لو أنّك يا حسين خلقت حرّا ... وما بالحرّ أنت ولا العتيق
[١١٢] - البيت لسواد بن قارب الأزدي الدوسي - وقيل؛ السدوسي - يخاطب به رسول اللّه ﷺ، وقبله قوله:
فأشهد أنّ اللّه لا شيء غيره ... وأنّك مأمون على كلّ غائب
وأنّك أدنى المرسلين وسيلة ... إلى اللّه يا بن الأكرمين الأطايب
فمرنا بما يأتيك يا خير مرسل ... وإن كان فيما جئت شيب الذّوائب
اللغة: «فتيلا» هو الخيط الدقيق الذي يكون في شق النواة.
الإعراب: «فكن» فعل أمر ناقص، واسمه ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «لي» جار ومجرور متعلق بقوله «شفيعا» الآتي «شفيعا» خبر كن «يوم» منصوب على الظرفية الزمانية ناصبه قوله شفيعا «لا» نافية تعمل عمل ليس «ذو» اسمها مرفوع بالواو نيابة عن الضمة لأنه من الأسماء الستة، وهو مضاف، و «شفاعة» مضاف إليه «بمغن» الباء =