أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[هذه الأفعال على ثلاثة أنواع]

صفحة 269 - الجزء 1

  وإنما دخلت في خبر «أنّ» في: {أَ وَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقادِرٍ}⁣(⁣١)، لما كان: «أو لم يروا أن اللّه» في معنى «أوليس اللّه».

هذا باب أفعال المقاربة

[هذه الأفعال على ثلاثة أنواع]

  وهذا من باب تسمية الكل باسم الجزء، كتسميتهم الكلام كلمة.

  وحقيقة الأمر أن أفعال الباب ثلاثة أنواع: ما وضع للدلالة على قرب الخبر، وهو ثلاثة: كاد، وأوشك، وكرب، وما وضع للدلالة على رجائه، وهو ثلاثة:

  عسى⁣(⁣٢)، واخلولق، وحرى، وما وضع للدلالة على الشروع فيه، وهو كثير، ومنه:

  أنشأ، وطفق، وجعل، وعلق، وأخذ.


= الشاهد فيه: قوله: «ليت ذا العيش بدائم» حيث زاد الباء في خبر ليت على ما عرفت في إعراب البيت، وهده الزيادة نادرة لا ينسج متكلم على منوالها.

وتروى هذه العبارة «ألا هل أخو عيش لذيد بدائم» وفيها زيادة في خبر المبتدأ المسبوق بحرف الاستفهام، أما المبتدأ فهو قوله: «أخو عيش» وأما خبره فهو قوله: «دائم» وقد زيدت الباء في هذا الخبر، وقد دخل حرف الاستفهام - وهو قوله: «هل» - على ذلك المبتدأ كما ترى، وحرف الاستفهام ههنا بمعنى النفي، وكأنه قال: ما أخو عيش لذيذ بدائم، قاله شراح التسهيل.

(١) سورة الأحقاف، الآية: ٣٣، وقد استدل العلماء على أن معنى الآية الكريمة هو ما ذكره المؤلف بأن ذلك قد ورد مصرحا به في آية أخرى، وهي قوله تعالى: {أَ وَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِقادِرٍ}⁣[سورة يس، الآية: ].

(٢) ذكر المؤلف هنا وفيما سبق في بيان علامات الفعل أن «عسى» فعل دال على الرجاء، وذكر في باب إن وأخواتها «عسى» حرفا من الحروف الثمانية، وقد نص المؤلف في أكثر كتبه على أن القول بأن «عسى» حرف هو قول الكوفيين وتبعهم على ذلك ابن السراج، ونص في المغني وشرح الشذور على أن ثعلبا يرى هذا، وملخص مذهبهم أنهم قالوا: عسى حرف ترج، واستدلوا على ذلك بأنها دلت على معنى لعل، ولا تتصرف كما أن لعل كذلك لا تتصرف، ولما كانت لعل حرفا بالإجماع وجب أن تكون عسى مثلها حرفا دائما، لقوة الشبه بينهما. =