أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[عمل هذه الأفعال، وشرطه]

صفحة 271 - الجزء 1

[عمل هذه الأفعال، وشرطه]

  ويعملن عمل «كان»، إلا أن خبرهنّ يجب كونه جملة، وشذّ مجيئه مفردا بعد «كاد» و «عسى»، كقوله:

  [١١٨] -

  فأبت إلى فهم وما كدت آئبا


= وقتك للاحتجاج لكل رأي، وتخريج الشواهد على كل مذهب (وانظر شرح الشاهدين ١٣٢ و ١٣٣ الآتيين في باب إن وأخواتها).

عدّ الأزهري في تهذيب اللغة ١/ ٢٠١ قعد وقام من أفعال الشروع، قال «سلمة عن الفراء: تقول العرب: قعد فلان يشتمني وقام يشتمني، بمعنى طفق» اه. وذكر لقعد مضارعا في شاهد من كلام بعض بني عامر.

[١١٨] - هذا صدر بيت من الطويل، وعجزه قوله:

وكم مثلها فارقتها وهي تصفر

والبيت لتأبط شرا - ثابت بن جابر بن سفيان - من كلمة مختارة، اختارها أبو تمام في حماسته، وأولها قوله:

إذا المرء لم يحتل وقد جدّ جدّه ... أضاع وقاسى أمره وهو مدبر

اللغة: «أبت» رجعت «فهم» اسم قبيلته، وأبوها فهم بن عمرو بن قيس عيلان «تصفر» أراد تتأسف وتتحزن على إفلاتي منها بعد أن ظن أهلها أنهم قد قدروا عليّ.

وقصة ذلك أن بني لحيان - وهم حي من هذيل - وجدوا تأبط شرا يشتار عسلا من فوق جبل، ورآهم يترصدونه، فخشي أن يقع في أيديهم، فانتحى من الجبل ناحية بعيدة عنهم، وصب ما معه من العسل فوق الصخر، ثم انزلق عليه حتى انتهى إلى الأرض ثم أسلم قدميه للريح، فنجا من قبضتهم.

المعنى: يقول: إني رجعت إلى قومي بعد أن عز الرجوع إليهم، وكم مثل هذه الخطة فارقتها وهي تتلهف كيف أفلت منها.

الإعراب: «فأبت» الفاء عاطفة، آب: فعل ماض، وتاء المتكلم فاعله «إلى فهم» جار ومجرور متعلق بأبت «وما» نافية «كدت» كاد: فعل ماض ناقص، والتاء اسمه «آئبا» خبره، والجملة في محل نصب حال «وكم» خبرية بمعنى كثير مبتدأ مبني على السكون في محل رفع «مثلها» مثل: تمييز لكم، ومثل مضاف والضمير مضاف إليه «فارقتها» فعل وفاعل ومفعول، والجملة في محل رفع خبر المبتدأ الذي هو كم «وهي» الواو واو الحال، والضمير بعدها مبتدأ «تصفر» فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا =