أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

هذا باب أفعال المقاربة

صفحة 280 - الجزء 1


= ابن الشجري في حماسته منها أكثر مما رواه أبو علي القالي، وأول هذه القصيدة قوله:

طربت وأنت أحيانا طروب ... وكيف وقد تعلّاك المشيب؟

يجدّ النّأي ذكرك في فؤادي ... إذا ذهلت على النّأي القلوب

اللغة: «طربت» الطرب: خفة تصيب الإنسان من فرح أو حزن «النأي» البعد «الكرب» الهم والغم «أمسيت» قال ابن المستوفي: يروى بضم التاء وفتحها والنحويون إنما يروونه بضم التاء، والفتح عندي أولى؛ لأنه يخاطب ابن عمه أبا نمير وكان معه في السجن.

الإعراب: «عسى» فعل ماض ناقص «الكرب» اسم «عسى» مرفوع بالضمة الظاهرة «الذي» اسم موصول صفة للكرب «أمسيت» أمسى: فعل ماض ناقص، والتاء اسمه «فيه» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر أمسى، والجملة من أمسى واسمه وخبره لا محل لها صلة الموصول «يكون» فعل مضارع ناقص، واسمه ضمير مستتر فيه «وراءه» وراء: ظرف مكان مبهم متعلق بمحذوف خبر مقدم، وهو مضاف والهاء مضاف إليه «فرج» مبتدأ مؤخر «قريب» صفة لفرج، والجملة من المبتدأ والخبر في محل نصب خبر يكون، والجملة من «يكون» واسمها وخبرها في محل نصب خبر «عسى» ولا يجوز أن يكون «فرج» اسم يكون، و «وراءه» متعلقا بمحذوف خبر يكون تقدم على اسمه، لما يلزم عليه من رفع المضارع الواقع خبرا لعسى اسما أجنبيا وهو ممتنع بالإجماع.

الشاهد فيه: قوله «يكون وراءه - الخ» حيث وقع خبر «عسى» فعلا مضارعا مجردا من «أن» المصدرية، وذلك قليل.

ومثل هذا الشاهد في ذلك قول الآخر وهو الشاهد رقم ٥٦٠ الآتي:

عسى اللّه يغني عن بلاد ابن قادر ... بمنهمر جون الرّباب سكوب

وقول الآخر:

فأمّا كيّس فنجا، ولكن ... عسى يغترّ بي حمق لئيم

وقول أعرابي، أنشده الزجاج في أماليه ١٢٦:

عسى خبر منها يصادف رفقة ... محلّقة أو حيث ترمى جمارها

(محلقة: حلقت شعرها في أعمال الحج، أو حيث ترمى جمارها: أي في مكان رمي الجمار).