هذا باب أفعال المقاربة
  ومن القليل، قوله:
  [١٢٧] -
  كادت النّفس أن تفيض عليه
= اللغة: «جواه» الجوى: شدة الوجد «الوشاة» جمع واش، وهو النمام الساعي بالإفساد والذي يستخرج الحديث بلطف، ويروى «حين قال العذول» وهو اللائم في المحبة «غضوب» صفة من الغضب يستوي فيها المذكر والمؤنث كصبور.
المعنى: لقد قرب قلبي أن يذوب من شدة ما حل به من الوجد والحزن حين أبلغني الوشاة الذين يسعون بالفساد بيني وبين من أحبها أنها غاضبة علي.
الإعراب: «كرب» فعل ماض ناقص «القلب» اسمه «من جواه» الجار والمجرور متعلق بقوله «يذوب» الآتي، أو بقوله «كرب» السابق، وجوى مضاف وضمير الغائب العائد إلى القلب مضاف إليه «يذوب» فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى القلب، والجملة في محل نصب خبر كرب «حين» منصوب على الظرفية الزمانية متعلق بقوله يذوب «قال» فعل ماض «الوشاة» فاعله «هند» مبتدأ «غضوب» خبره، وجملة المبتدأ والخبر في محل نصب مقول القول، وجملة الفعل وفاعله ومفعوله في محل جر بإضافة «حين» إليها.
الشاهد فيه: قوله «يذوب» حيث أتى بخبر «كرب» جملة فعلية، وكان فعلها فعلا مضارعا مجردا من «أن».
[١٢٧] - هذا صدر بيت من الخفيف، وعجزه قوله:
إذ غدا حشو ريطة وبرود
وهذا البيت من الشواهد التي يذكرها كثير من النحاة وعلماء اللغة غير منسوبة إلى قائل معين، وهو من كلمة لمحمد بن مناذر مولى بني صبير بن يربوع أحد شعراء البصرة، أدرك المهدي العباسي ومدحه، ومات في أيام المأمون، والبيت من قصيدة له يرثي فيها رجلا اسمه عبد المجيد بن عبد الوهاب الثقفي. وكان ابن مناذر يهواه، وكان هو يحب ابن مناذر ويشغف به ويعينه على دنياه.
وأول هذه القصيدة قوله:
كلّ حيّ لاقي الحمام فمود ... ما لحيّ مؤمّل من خلود
وقبل البيت المستشهد به قوله:
إنّ عبد المجيد يوم توفّي ... هدّ ركنا ما كان بالمهدود
ليت شعري وهل درى حاملوه ... ما على النّعش من عفاف وجود
اللغة: «تفيض» من قولهم: فاضت نفس فلان، ويروى في مكانه «تفيظ»، وكل الرواة =