هذا باب أفعال المقاربة
  وقوله:
  [١٢٨] -
  وقد كربت أعناقها أن تقطّعا
= يجيزون أن تقول: فاظت نفسه، إلّا الأصمعي فأبى أن تقول إلّا «فاظ فلان» أو تقول «فاضت نفس فلان» وكلام غير الأصمعي أسدّ، فهذا البيت الذي نشرحه دليل على صحته، وكذلك قول الآخر:
تفيض نفوسها ظمأ وتخشى ... حماما فهي تنظر من بعيد
وقوله «ريطة» بفتح الراء وسكون الياء المثناة - الملاءة إذا كانت قطعة واحدة، وأراد بها الأكفان التي يلف فيها الميت.
الإعراب: «كادت» كاد: فعل ماض ناقص، والتاء للتأنيث «النفس» اسمه «أن» مصدرية «تفيض» فعل مضارع منصوب بأن، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي يعود للنفس، والجملة خبر «كاد» في محل نصب «عليه» جار ومجرور متعلق بقوله «تفيض» السابق «إذ» ظرف للماضي من الزمان متعلق بقوله «تفيض» أيضا «غدا» فعل ماض بمعنى صار، واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود على عبد المجيد المرثي «حشو» خبر غدا، وحشو مضاف و «ريطة» مضاف إليه «وبرود» معطوف على ريطة.
الشاهد فيه: قوله «أن تفيض» حيث أتى خبر «كاد» فعلا مضارعا مقترنا بأن، وذلك قليل، والأكثر أن يتجرد منها.
ومثل هذا البيت قول الشاعر:
أبيتم قبول السّلم منّا فكدتم ... لدى الحرب أن تغنوا السّيوف عن السّلّ
وقول رؤبة بن العجاج:
ربع عفاه الدّهر طولا فامّحى ... قد كاد من طول البلى أن يمصحا
ومنه قول جبير بن مطعم رضي اللّه تعالى عنه: «كاد قلبي أن يطير». ومع ورود اقتران المضارع الواقع خبرا لكاد مقترنا بأن في الشعر والنثر ترى أن قول الأندلسيين «إن اقترانه بأن مع كاد ضرورة لا تجوز إلّا في الشعر» غير سديد، والصواب ما ذكره الناظم، وهو في ذلك تابع لسيبويه.
[١٢٨] - هذا عجز بيت من الطويل، وصدره قوله:
سقاها ذوو الأحلام سجلا على الظّما
والبيت لأبي هشام بن زيد الأسلمي، من كلمة له يهجو فيها إبراهيم بن إسماعيل بن المغيرة والي المدينة من قبل هشام بن عبد الملك بن مروان - وكان قد مدحه من قبل، =