هذا باب أفعال المقاربة
  والصواب أن الذي في البيت الأول كابد - بالباء الموحدة - من المكابدة والعمل، وهو اسم غير(١) جار على الفعل، وبهذا جزم يعقوب في شرح ديوان كثير.
= رضي اللّه تعالى عنه.
اللغة: «العوادي» عوائق الدهر وغوائله التي تعدو على الإنسان، واحدها عادية وأصله اسم فاعل فعله عدا يعدو.
المعنى: قد قرب ارتحال هذه المرأة، وسوف يعز عليك أن تراها، وستحول دونها الموانع، وتصرف عن لقائها الصوارف.
الإعراب: «إنك» إن: حرف توكيد ونصب، وضمير المخاطب اسمه «موشك» خبر إن، وفيه ضمير مستتر هو اسمه من جهة نقصانه «أن» حرف مصدري ونصب «لا» حرف نفي «تراها» ترى. فعل مضارع منصوب بأن المصدرية، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على الألف، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت، وضمير الغائبة العائدة على غاضرة مفعول به، وأن مع ما دخلت عليه في تأويل مصدر خبر موشك من جهة نقصانه، كذا قبل «وتعدو» الواو للاستئناف، تعدو: فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة على الواو منع من ظهورها الثقل «دون» ظرف متعلق بتعدو، دون مضاف و «غاضرة» مضاف إليه «العوادي» فاعل تعدو.
الشاهد فيه: قوله: «موشك» حيث جاء اسم الفاعل من أوشك الناقصة، وعمل ما يعمله فعله، فرفع الاسم وهو الضمير المستتر فيه، ونصب الخبر وهو المصدر المأخوذ من أن المصدرية وما بعدها.
وفي هذا البيت دليل على أن ما تفرع من أوشك يقترن بأن المصدرية كما يقترن بها أصله.
ومثل هذا البيت في الاستشهاد لما ذكر المصنف ولما ذكرنا قول أبي سهم الهذلي:
فموشكة أرضنا أن تعود ... خلاف الأنيس وحوشا يبابا
الشاهد فيه: قوله: «فموشكة» وهو اسم الفاعل المؤنث من أوشك، واسمه قوله «أرضنا» وخبره «أن تعود» وقد رأيت أن المضارع الذي وقع خبرا له اقترن بأن كما يقترن بها خبر أوشك.
(١) فعل المكابدة هو «كابد» مثل قاتل وشارك، واسم فاعل هذا الفعل هو «مكابد» مثل مقاتل، لهذا كان «كابد» غير جار على قياس الفعل المستعمل.
(٢) في عامة النسخ «ابن يعقوب» وليس بشيء، وهو أبو يوسف يعقوب بن السكيت.