أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[فصل: ما تختص به عسى واخلولق وأوشك]

صفحة 290 - الجزء 1

  ويظهر أثر الاحتمالين أيضا في التأنيث والتثنية والجمع، فتقول على وجه الإضمار: «عسى أن يقوما أخواك» و «عسى أن يقوموا إخوتك» و «عسى أن يقمن نسوتك» و «عسى أن تطلع الشّمس» بالتأنيث لا غير⁣(⁣١)، وعلى الوجه الآخر توحّد.

  «يقوم» وتؤنث «تطلع» أو تذكّره⁣(⁣٢).

  مسألة: يجوز كسر سين «عسى» خلافا لأبي عبيدة، وليس ذلك مطلقا خلافا للفارسي، بل يتقيد بأن تسند إلى التاء أو النون أو نا، نحو: {هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ}⁣(⁣٣)؛ {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ}⁣(⁣٤)، قرأهما نافع بالكسر، وغيره بالفتح، وهو المختار.


(١) لأن «تطلع» حينئذ مسند إلى ضمير مستتر يعود إلى الشمس - والشمس مجازي التأنيث - وكل فعل أسند إلى ضمير عائد إلى اسم مجازي التأنيث وجب تأنيثه.

(٢) إنما وجب أن توحد «يقوم» لأنه مسند إلى الاسم الظاهر التالي له، وكل فعل أسند إلى اسم ظاهر وجب في اللغة الفصحى ألا تلحقه علامة تثنية ولا علامة جمع، وإنما جاز في «تطلع» التذكير والتأنيث لأنه حينئذ مسند إلى اسم ظاهر مجازي التأنيث، وكل فعل أسند إلى الاسم الظاهر المجازي التأنيث جاز إلحاق تاء التأنيث به، وعدم إلحاقها.

(٣) سورة البقرة، الآية: ٢٤٦.

(٤) سورة محمد (القتال)، الآية: ٢٢.