[فصل: تتعين إن المكسورة في عشرة مواضع]
  فالأول في عشرة، وهي:
  (١) أن تقع في الابتداء نحو: {إِنَّا أَنْزَلْناهُ}(١)، ومنه: {أَلا إِنَّ أَوْلِياءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ}(٢) (٣).
  (٢) أو تالية لحيث نحو: «جلست حيث إنّ زيدا جالس».
  (٣) أو لإذ، ك «جئتك إذ إنّ زيدا أمير»(٤).
  (٤) أو لموصول، نحو: {ما إِنَّ مَفاتِحَهُ لَتَنُوأُ}(٥)، بخلاف الواقعة في حشو
= في موقع من هذه المواقع أن تكون مفتوحة الهمزة.
وجواب القسم وصلة الموصول، والذي يحكى بالقول، كل أولئك لا يكون إلّا جملة، والحال، والصفة، وخبر اسم الذات يكون جملة، فإذا وقعت «إن» في موقع من هذه المواقع وجب كسر همزها.
وسننبهك في كل موضع من المواضع التي سيذكرها المؤلف إلى ما تتضح لك به هذه القاعدة غاية الوضوح.
(١) سورة القدر، الآية: ١.
(٢) سورة يونس، الآية: ٦٢.
(٣) يشير المؤلف بكون هذه من الابتداء إلى أن الابتداء قد يكون ابتداء حقيقيا أن تقع «إن» في أول الكلام لا يسبقها شيء كالآية الأولى، وقد يكون ابتداء حكميا، وذلك إذا وقعت «إن» في أول الجملة وسبق عليها حرف لا يغير الابتداء مثل «ألا» الاستفتاحية كالآية الثانية، وإنما وجب الكسر ههنا ليكون الكلام مفيدا، إذ لو فتحت الهمزة لكانت «أن» وما بعدها في قوة مفرد فيكون مبتدأ بغير خبر.
(٤) إنما وجب كسر همزة «إن» إذا وقعت بعد «إذ» وبعد «حيث» لأن كل واحد من هذين الظرفين لا يضاف إلّا إلى جملة، فلو فتحت الهمزة لكنت قد أضفتها إلى المفرد، وهذا في «إذ» مما لا خلاف فيه فأما في «حيث» فقد أجاز بعض النحاة أن تضاف إلى مفرد، فهذا يجوز عنده فتح الهمزة على تقدير أن «حيث» مضافة إلى المفرد، لكن الراجح عند النحاة هو ما جرى عليه المؤلف من وجوب أن تضاف إلى الجملة، وعلى هذا يجب كسر همزة «إن» الواقعة في هذا الموقع.
(٥) سورة القصص، الآية: ٧٦.