هذا باب الأحرف الثمانية الداخلة على المبتدأ والخبر
  الصّلة، نحو: «جاء الّذي عندي أنّه فاضل»(١)، وقولهم: «لا أفعله ما أنّ حراء مكانه»(٢) إذ التقدير ما ثبت ذلك، فليست في التقدير تالية للموصول.
  (٥) أو جوابا لقسم نحو: {حم وَالْكِتابِ الْمُبِينِ إِنَّا أَنْزَلْناهُ}(٣).
  (٦) أو محكية بالقول نحو: {قالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ}(٤).
  (٧) أو حالا(٥) نحو: {كَما أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقاً مِنَ
(١) صلة الموصول غير أل الموصولة لا تكون إلا جملة، فمن أجل ذلك وجب كسر همزة «إن» الواقعة بعد الاسم الموصول، وأما هذا المثال فليست «إن» ومعموليها صلة، بل هي مع معموليها مبتدأ مخبر عنه بالظرف المتقدم، وجملة المبتدأ والخبر هي جملة الصلة، فهذا المثال بالنظر إلى «أن» من المواضع التي تقع فيها «أن» مع معموليها في موضع مبتدأ، والمبتدأ لا يكون إلّا مفردا.
(٢) هذا المثال مما وقعت فيه «أن» مع معموليها في موضع الفاعل، غاية ما في الباب أن الفعل الرافع لهذا الفاعل محذوف للعلم به، ونظيره قول العرب «لا أفعل هذا ما أن في السماء نجما» والتقدير: ما ثبت كون حراء في مكانه، وما ثبت كون نجم في السماء، يعنون لا أفعله أبدا، لأن حراء لا يتحلحل من مكانه ووجود نجم في السماء دائم، ونظير ذلك «أن» الواقعة بعد «لو» الشرطية، نحو قوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكانَ خَيْراً لَهُمْ} أي لو ثبت صبرهم - إلخ، وإنما وجب تقدير الفعل في هذين الوضعين لأن الموصول الحرفي - وهو «ما» ههنا - لا تكون صلته إلّا فعلية، ولأن «لو» الشرطية خاصة بالفعل على ما هو الراجح من مذاهب النحاة.
(٣) سورة الدخان، الآية: ١ - ٣.
(٤) سورة مريم، الآية: ٣٠.
(٥) فإن قلت: كيف يجب كسر همزة إن إذا وقعت موقع الحال، وقد علمنا أن الأصل في الحال أن يكون مفردا، وقد كان مقتضى ما أصلت من القواعد أن تكون أن مفتوحة الهمزة في هذا الموضع؟.
فالجواب عن ذلك أن نذكرك بأن المصدر المنسبك من أن ومعموليها هو مصدر خبرها المشتق مضافا إلى اسمها، وعلى هذا لا يكون هذا المصدر إلا معرفة بالإضافة إلى المعرفة، ومن المقرر أن الحال لا يكون إلّا نكرة، فمن أجل هذا عدل إلى جعل الحال جملة في هذا الموضع، والحال كما يكون مفردا يكون جملة.