أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

هذا باب الأحرف الثمانية الداخلة على المبتدأ والخبر

صفحة 323 - الجزء 1

  ولكن اشترط الفراء - إذا لم يتقدّم الخبر - خفاء إعراب الاسم كما في بعض هذه الأدلّة.

  وخرّجها المانعون على التقديم والتأخير، أي والصابئون كذلك، أو على الحذف من الأول كقوله:

  [١٤٤] -

  ... فإنّي وأنتما ... - وإن لم تبوحا بالهوى - دنفان


= مدة بقائنا «في شقاق» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر ثان لأن، وكأنه قال: اعلموا أنا بغاة مدة بقائنا في هذه الحياة وأنا في شقاق دائم.

الشاهد فيه: قوله: «أنا وأنتم بغاة» حيث ورد فيه ما ظاهره أنه عطف بالرفع قوله:

«وأنتم» على محل اسم أن الذي هو «نا» قبل أن يأتي بخبر أن الذي هو قوله: «بغاة».

وقد تمسك بهذا الظاهر جماعة من النحويين منهم الكسائي والفراء تلميذه، فأجازوا أن يعطف بالرفع على محل اسم أن، وإن لم يكن قد جاء خبرها، أما الكسائي فيطلق في هذا الكلام إطلاقا، فلا فرق عنده بين أن يكون اسم إن ظاهر النصب أو خفيه بأن يكون مقدر الإعراب أو مبنيا، وأما الفراء فيجيز هذا في حال تقدم المعطوف على الخبر إذا كان اسم إن خفي الإعراب، فأما إن كان الاسم ظاهر الإعراب فلا يجوز عنده العطف إلّا بالنصب.

وأما الجمهور فيرون أن العطف من باب عطف جملة على جملة على الوجه الذي أعربنا البيت عليه، وعلى ما شرحناه في الشاهد السابق وفيما قبله.

[١٤٤] - هذه قطعة من بيت من الطويل، وهو بتمامه:

خليليّ، هل طبّ؟ فإنّي وأنتما ... وإن لم تبوحا بالهوى دنفان

وقد أنشد أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب هذا البيت، ولم يعزه إلى قائل معين، وبحثت عنه فلم أعثر له على نسبة إلى قائل معين، ولا على سوابق أو لواحق تتصل به.

اللغة: «طب» بتثليث الطاء المهملة - هو: علاج الجسم والنفس، وقد طب يطب - بكسر الطاء في المضارع أو ضمها - وتطبب أيضا «تبوحا بالهوى» تعلناه وتظهراه، والهوى: العشق، وفعله هوي يهوى - مثل علم يعلم - فأما هوى بمعنى سقط من أعلى فبابه ضرب «دنفان» مثنى دنف - بفتح الدال وكسر النون - صفة مشبهة من الدنف - بفتح الدال والنون جميعا - وهو المرض الملازم المخامر، وقيل: المرض ما كان، ويقال: رجل دنف - بفتح فكسر ودنف - بفتح الدال والنون - ومدنف - بضم الميم =