هذا باب الأحرف الثمانية الداخلة على المبتدأ والخبر
  وقوله:
  [١٤٣] -
  وإلّا فاعلموا أنّا وأنتم ... بغاة ...
= يُصَلُّونَ} برفع (ملائكته). وقد اختلف النحاة في تخريج ذلك، فذهب الكسائي إلى أن الاسم المرفوع معطوف على اسم إن باعتباره مبتدأ قبل دخول إن، وذهب الجمهور من البصريين إلى أن هذا الاسم المرفوع مبتدأ خبره محذوف، أو خبره المذكور بعده وخبر إن هو المحذوف، وجملة المبتدأ وخبره معطوفة على جملة إن واسمها وخبرها.
وذهب المحقق الرضي إلى أن جملة المبتدأ والخبر حينئذ لا محل لها معترضة بين اسم إن وخبرها، وهو حسن؛ لما يلزم على جعلها معطوفة على جملة إن واسمها وخبرها من تقديم المعطوف على بعض المعطوف عليه، لأنّ خبر إن متأخر في اللفظ أو في التقدير عن جملة المبتدأ والخبر، وخبر إن جزء من الجملة المعطوف عليها، وقد رأيت في عبارة ابن مالك التي أثرناها لك في شرح الشاهد رقم (١٤١) أنه نقل مذهب الكسائي والفراء ولم يوافقهما على ما ذهبا إليه، وأومأ إلى أن الشواهد التي يتوهم أنها موافقة لمذهبهما هي في الحقيقة مخرجة على غير ما ذهبا إليه، وهو ما ذكرناه لك.
[١٤٣] - هذه قطعة من بيت من الوافر، وهو بتمامه:
وإلّا فاعلموا أنّا وأنتم ... بغاة ما بقينا في شقاق
وهذا البيت من كلمة لبشر بن أبي خازم - بخاء وزاي معجمتين -.
اللغة: «بغاة» جمع باغ، وهو اسم الفاعل من البغي، وهو مجاوزة الحد، والمذموم منه مجاوزة العدل إلى الظلم ونحو ذلك، وتقول: بغى فلان يبغي بغيا، وبغى فلان على فلان، إذا ظلمه واعتدى عليه «شقاق» مصدر شاقه، إذا خالفه وعاداه أشد العداوة، وكأن كل واحد من المتشاقين قد صار في شق وناحية غير الشق والناحية التي صار فيها الآخر.
الإعراب: «إلا» كلمة مؤلفة من حرفين: أحدهما إن الشرطية الجازمة لفعلين وثانيهما لا النافية؛ وفعل الشرط محذوف، والتقدير: إلّا تفعلوا، مثلا «فاعلموا» الفاء واقعة في جواب الشرط، اعلموا: فعل أمر مبني على حذف النون، وواو الجماعة فاعله، والجملة في محل جزم جواب الشرط «أنا» أن: حرف توكيد ونصب، ونا: اسمه «وأنتم» الواو حرف عطف، وأنتم: مبتدأ، وخبره محذوف، والتقدير: وأنتم مثلنا، مثلا «بغاة» خبر أن «ما» مصدرية ظرفية «يقينا» فعل وفاعل، وما مع ما دخلت عليه في تأويل مصدر مضاف إليه، والمضاف هو المدة التي تدل عليها «ما» الظرفية، والتقدير: =