أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

هذا باب شرح المعرب والمبني

صفحة 34 - الجزء 1

  فلا دليل عليه فيه؛ لأنه منصوب منوّن، فيحتمل أنّ الأصل سم، ثم دخل عليه النّاصب ففتح كما تقول في يد: «رأيت يدا».


= مقدر على الألف منع من ظهوره التعذر، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى اسم الجلالة، وضمير المخاطب مفعول به أول لأسمى «سما» مفعول به ثان منصوب بفتحة ظاهرة أو بفتحة مقدرة على الألف المحذوفة منع من ظهورها التعذر، كما سنبينه في ذكر الاستشهاد «مباركا» نعت لسما منصوب بالفتحة الظاهرة، وجملة الفعل الماضي وفاعله ومفعوليه في محل رفع خبر المبتدأ «آثرك» آثر: فعل ماض، وضمير المخاطب مفعوله «اللّه» فاعله «به» جار ومجرور متعلق بآثر «إيثاركا» إيثار:

مفعول مطلق عامله آثر منصوب بالفتحة الظاهرة، وهو مضاف وضمير المخاطب مضاف إليه، ويجوز أن يكون ضمير المخاطب فاعلا بالمصدر وقد حذف مفعول المصدر، والأصل: إيثارك الناس بالخير والمعروف، ويجوز أن يكون هذا الضمير مفعولا للمصدر وقد حذف الفاعل، والأصل: إيثاره إياك بالحكمة والعقل والفضل، وعلى الأول محل الضمير رفع، وعلى الثاني محل الضمير نصب، والألف على الحالين ألف الإطلاق.

الشاهد فيه: قوله: «سما» فإنه لغة في الاسم من ثمان عشرة لغة سنذكرها. وورود هذه اللفظة في هذا الموضع لا يصلح دليلا على أن الكلمة مقصورة مثل «هدى» لأنه يحتمل أن تكون صحيحة الآخر نظير أب وأخ ودم ويد، فإنك تقول في هذه الألفاظ في حالة النصب: رأيت أبا وأخا ودما ويدا، وهي حينئذ منصوبة بالفتحة الظاهرة، كما يحتمل أن تكون كلمة «سما» في البيت مقصورة مثل هدى وتقى وضحى، فإنك تقول:

اهتديت هدى، كما قال الشاعر: أسماك سما، وهي حينئذ منصوبة بفتحة مقدرة على الألف المحذوفة للتخلص من التقاء الساكنين منع من ظهورها التعذر، نعم لو قلت «هذا سما مبارك» تعين أن يكون مقصورا، إذ لو كان صحيح الآخر لقلت «هذا سم مبارك» ولهذا صح الاستدلال بما حكاه المصنف عن صاحب الإفصاح من قولهم «ما سماك» إذ لو جاء به على اللغة الأخرى لقال «ما سمك» بضم الميم - فتدبر هذا.

ويحتمل الوجهين أيضا قول الشاعر:

لأوضحها وجها وأكرمها أبا ... وأسمحها كفّا وأبعدها سما

أما لغات الاسم فهي ثمان عشرة لغة جمعها العلامة الدنوشري في بيت واحد من الطويل فقال:

سماء سم واسم سماة كذا سما ... وزد سمة، واثلث أوائل كلّها