أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

هذا باب شرح المعرب والمبني

صفحة 33 - الجزء 1

  وإنما أعرب «اللذان، واللتان، وأيّ الموصولة» في نحو: «اضرب أيّهم أساء»، لضعف الشّبه بما عارضه من المجيء على صورة التّثنية، ومن لزوم الإضافة⁣(⁣١).

  وما سلم من مشابهة الحرف فمعرب؛ وهو نوعان: ما يظهر إعرابه، كأرض، تقول: «هذه أرض، ورأيت أرضا، ومررت بأرض» وما لا يظهر إعرابه كالفتى، تقول: «جاء الفتى، ورأيت الفتى، ومررت بالفتى»، ونظير الفتى سما، كهدى، وهي لغة في الاسم، بدليل قول بعضهم: «ما سماك؟» حكاه صاحب الإفصاح، وأما قوله:

  [٥] -

  واللّه أسماك سما مباركا


(١) أما قوله «لضعف الشبه بما عارضه من المجيء على صورة التثنية» فهو راجع إلى ما ذكره من إعراب «اللذين» و «اللتين» وهو كلام يجري فيه نفس الكلام الذي ذكرناه في «هذين» و «هاتين». وأما قوله «ومن لزوم الإضافة» فهو راجع إلى «أي» وحاصل ذلك أنه وجد في «أي» الموصولة الشبه الافتقاري لأنها مفتقرة افتقارا متأصلا إلى جملة تكون صلة لها، وهذا الشبه يقتضي البناء، لكنها لما كانت ملازمة للإضافة إلى مفرد - على ما سيأتي في باب الإضافة - وكانت الإضافة من خصائص الأسماء، فقد عارض هذا الشبه ما يقتضي الإعراب؛ فلذلك أعربت.

[٥] - هذا بيت من الرجز المشطور يقوله ابن خالد القناني - بفتح القاف والنون المخففة - نسبة إلى قنان، وهو جبل لبني أسد فيه ماء يسمى العسيلة، وبعده قوله:

آثرك اللّه به إيثاركا

اللغة: «أسماك» يريد ألهم آلك أن يسموك «سما» بضم السين مقصورا كهدى وتقى وضحى - الاسم، وستعرف ما فيه «آثرك» ميزك واختصك «إيثاركا» هو مصدر، وضمير المخاطب يجوز أن يكون فاعله ويجوز أن يكون مفعوله، على ما ستعرفه في إعراب البيت وبيان معناه.

المعنى: إن اللّه تعالى قد ألهم أهلك أن يسموك اسما ميمونا مباركا، وإن اللّه سبحانه قد ميزك بهذا الاسم عن الناس واختصك به من دونهم، كما آثرك بالعقل والحكمة والفضل، أو كما تؤثر أنت خلق اللّه بالمعروف والعطايا.

الإعراب: «اللّه» مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة «أسماك» أسمى: فعل ماض مبني على فتح =