[فصل: الفعل ضربان: معرب ومبني]
  وكذلك ضمة «ضربوا» عارضة لمناسبة الواو.
[والثاني: الأمر]
  والثاني: الأمر، وبناؤه على ما يجزم به مضارعه(١)، فنحو: «اضرب» مبني على السكون، ونحو: «اضربا» مبني على حذف النون، ونحو: «اغز» مبنيّ على حذف آخر الفعل.
  والمعرب: المضارع نحو: «يقوم» لكن بشرط سلامته من نون الإناث ونون التوكيد(٢) المباشرة، فإنه مع نون الإناث مبني على السكون، نحو: {وَالْمُطَلَّقاتُ يَتَرَبَّصْنَ}(٣)، ومع نون التّوكيد المباشرة مبنيّ على الفتح، نحو: {لَيُنْبَذَنَّ}(٤) وأما غير المباشرة فإنه معرب معها تقديرا، نحو: {لَتُبْلَوُنَّ}(٥)، {فَإِمَّا تَرَيِنَّ}(٦)، {وَلا تَتَّبِعانِّ}(٧).
= المتحرك سكنوا آخر الفعل للعلة التي ذكرنا، فإذا أرادوا المفعول قالوا «ضربنا زيد» فلم يسكنوا آخر الفعل، بل أبقوه على فتحه، لأن الفعل والمفعول ليسا كالكلمة الواحدة، ويقولون «ضربك، وضربه، وضربها» بفتح الباء فيهن.
(١) هذا مذهب البصريين، وذهب الكوفيون إلى أن فعل الأمر معرب مجزوم بلام أمر محذوفة، فأصل قم واقعد لتقم ولتقعد، فحذفت لام الأمر، ثم حذف حرف المضارعة، وارتضى المؤلف في مغني اللبيب مذهبهم.
(٢) علة بناء المضارع مع نون النسوة مشابهته للفعل الماضي، فنحو يرضعن أشبه أرضعن، وذهب السهيلي إلى أن المضارع مع نون النسوة معرب على ما استقر له من الإعراب، وعلة بناء المضارع مع نون التوكيد المباشرة تركبه معها كتركب خمسة عشر وعلة إعرابه مع غير المباشرة أن الفاعل فاصل بين الفعل والنون، وهم لا يركبون ثلاثة أشياء.
(٣) سورة البقرة، الآية: ٢٢٨.
(٤) سورة الهمزة، الآية: ٤.
(٥) سورة آل عمران، الآية: ١٨٦.
(٦) سورة مريم، الآية: ٢٦.
(٧) سورة يونس، الآية: ٨٩.