أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

هذا باب «لا» العاملة عمل إن:

صفحة 18 - الجزء 2

  وقوله:

  [١٦٢] -

  وأنتم ذنابى لا يدين ولا صدر


= «بعينه» جار ومجرور متعلق بمحذوف حال، وقيل: الباء زائدة، وعليه يكون قوله «عين» تأكيدا للصغار، وهو مضاف والهاء مضاف إليه «لا» نافية للجنس «أم» اسمها مبني على الفتح في محل نصب «لي» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبرها «إن» شرطية «كان» فعل ماض ناقص فعل الشرط مبني على الفتح في محل جزم «ذاك» اسم كان، وخبرها محذوف، والتقدير: إن كان ذاك محمودا، أو نحوه «ولا» الواو عاطفة، لا:

زائدة لتأكيد النفي «أب» بالرفع - معطوف على محل لا واسمها فإنهما في موضع رفع بالابتداء عند سيبويه، وفيه إعرابان آخران ستعرفهما في بيان الاستشهاد.

الشاهد فيه: قوله «ولا أب» حيث جاء مرفوعا، ورفعه على واحد من ثلاثة أوجه:

الأول أن يكون معطوفا على محل «لا» مع اسمها، كما ذكرناه في إعراب البيت، الثاني أن «لا» الثانية عاملة عمل ليس، و «أب» اسمها، وخبرها محذوف، الثالث أن تكون «لا» غير عاملة بل هي زائدة، ويكون «أب» مبتدأ خبره محذوف، ومثله قول جرير بن عطية (وهو الشاهد الآتي عقب هذا):

بأيّ بلاء يا نمير بن عامر ... وأنتم ذنابى، لا يدين ولا صدر

ويجري مجراها قول أبي الطيب المتنبي:

لا خيل عندك تهديها ولا مال ... فليسعد النّطق إن لم يسعد الحال

[١٦٢] - هذا عجز بيت من الطويل، وصدره قوله:

بأيّ بلاء يا نمير بن عامر

وهذا البيت من كلمة لجرير بن عطية بن الخطفي يهجو فيها قبيلة من قيس أبوها نمير بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن.

اللغة: «بلاء» أصل البلاء الاختبار والتجربة والامتحان، وفي الحديث «أعوذ باللّه من جهد البلاء إلّا بلاء فيه علاء» والمقصود هنا المجهود والعمل الذي يكون سببا للمجد والفخر «ذنابى» بضم الذال المعجمة ثم من بعدها نون مفتوحة مخففة - أصله ذنب الطائر، واستعمال الذنابى مع الطائر أكثر من استعمال الذنب، كما أن استعمال الذنب للفرس والبعير أكثر من استعمال الذنابى. ويقال لسفلة الناس والأتباع منهم: هم أذناب، وذنابى «لا يدين ولا صدر» أي لستم قادة ولا رؤساء متبوعين.

المعنى: يقول لنمير بن عامر: بم تفخرون، وليس لكم جهد بذلتموه في سبيل المجد =