[فصل: يجيء القول بمعنى الظن، ويعمل عمله]
  بالنصب، وقوله:
  [١٩٤] -
  إذا قلت أنّي آئب أهل بلدة
= رفعه الضمة الظاهرة، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «هزيز» مفعول أول لتقول، منصوب بالفتحة الظاهرة، وهو مضاف و «الريح» مضاف إليه «مرت» مر: فعل ماض، والتاء للتأنيث، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي يعود إلى الريح «بأثأب» جار ومجرور متعلق بمر، والجملة من الفعل الماضي وفاعله في محل نصب مفعول ثان لتقول.
الشاهد فيه: قوله «تقول» حيث استعمله بمعنى تظن من غير أن يتقدمه استفهام، ونصب فيه مفعولين: أحدهما قوله «هزيز الريح» وثانيهما جملة «مرت بأثأب» والذين يجرونه هذا المجرى بغير قيد هم بنو سليم من بين العرب كافة، وأما غير هم فيتقيدون بقيود ذكرها المؤلف كغيره من النحاة.
[١٩٤] - هذا صدر بيت من الطويل، وعجزه قوله:
وضعت بها عنه الوليّة بالهجر
والبيت من كلمة للحطيئة يصف بعيره بالسرعة، ومثله في المعنى قول حميد بن ثور:
إذا القوم قالوا: وردهنّ ضحى غد ... تواهقن حتّى وردهنّ طروق
تواهقن: تبارين في السير، وأراد أسرعن، وطروق: هو الورود ليلا.
اللغة: «قلت» معناها ههنا ظننت «آئب» اسم الفاعل من «آب يؤوب» إذا رجع، والعادة أن يرجع الإنسان من عمله آخر النهار وفي أول الليل، وأراد هنا من الأوب وقته الذي ذكرنا «الولية» بفتح الواو وكسر اللام بعدها ياء مثناة مشددة - وهي البرذعة، وقيل: ما يوضع تحتها، والبرذعة توضع تحت رحل البعير «بالهجر» بفتح الهاء وسكون الجيم هنا - نصف النهار عند اشتداد الحر، ومثله الهاجرة، وأصل الهجر بتحريك الجيم، ولكنه سكنها حين اضطر.
المعنى: يقول: إذا ظننت أنني أصل بلدة عند آخر النهار وفي أول الليل وقدرت للمسافة التي بيني وبينها هذا الوقت فإني أصل البلدة في نصف النهار عند شدة الحر، ولا أحتاج للوقت الباقي بعد ذلك، وهذا بسبب سرعة بعيري ونجابته.
الإعراب: «إذا» ظرف لما يستقبل من الزمان مبني على السكون في محل نصب بوضعت الآتي «قلت» فعل ماض بمعنى ظننت مبني على فتح مقدر لا محل له من الإعراب، وتاء المتكلم فاعله «أني» أن: حرف توكيد ونصب، وياء المتكلم اسمه «آئب» خبر أن، =