هذا باب الأفعال الداخلة بعد استيفاء فاعلها على المبتدأ والخبر، فتنصبهما مفعولين
  قال سيبويه والأخفش: وكونهما متصلين، فلو قلت: «أأنت تقول» فالحكاية، وخولفا، فإن قدّرت الضمير فاعلا بمحذوف والنصب بذلك المحذوف جاز اتفاقا، واغتفر الجميع الفصل بظرف أو مجرور أو معمول القول، كقوله:
  [١٩٧] -
  أبعد بعد تقول الدّار جامعة
= والدليل على ذلك أن الرواية جاءت بنصب «الرمح» بالفتحة الظاهرة، ولو لم يكن «تقول» بمعنى تظن لكان يجب أن يكون «الرمح» مرفوعا على أنه مبتدأ وتكون جملة «يثقل عاتقي» في محل خبر المبتدأ، وتكون جملة المبتدأ والخبر في محل نصب مقول القول، لأن القول لا ينصب اسما مفردا متى كان المقصود به الحكاية، وإنما ينصب الجملة أو ما يؤدي معنى الجملة، فأنت تقول: «قلت إن محمدا قائم» أو «قلت محمد قائم» ولا تقول «قلت محمدا قائما» فتنصب محمدا وقائما بقلت إلّا إذا كنت قد أجريتها مجرى ظننت كما هي لغة سليم.
[١٩٧] - هذا صدر بيت من البسيط، وعجزه قوله:
شملي بهم أم تقول البعد محتوما؟
ولم أعثر لهذا البيت على نسبة إلى قائل معين، ولا عثرت له على سوابق أو لواحق تتصل به.
اللغة: «جامعة» اسم فاعل فعله جمعت تجمع جمعا، والجمع ضد التفريق «شملي» الشمل - بفتح الشين وسكون الميم - يطلق على ما تفرق وعلى ما اجتمع، تقول: جمع اللّه شملكم، تريد ضم ما تفرق من أمركم، وتقول: فرق اللّه شملكم، تريد فرق ما اجتمع من أمركم «محتوما» اسم مفعول فعله حتم اللّه الأمر يحتمه - من باب ضرب - أي قضاه وأوجبه.
المعنى: لقد تفرقنا، وتباعدت دياري عن ديار أحبتي، فهل تظن أننا سنلتقي مرة أخرى وتجمعنا دار واحدة أم تظن أنه قد قضي علينا بالفراق أبد الأبيد!.
الإعراب: «أبعد» الهمزة حرف استفهام، بعد: ظرف زمان منصوب بتقول، أو بجامعة، وهو مضاف و «بعد» مضاف إليه «تقول» فعل مضارع بمعنى تظن مرفوع بالضمة الظاهرة، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «الدار» مفعول أول لتقول، منصوب بالفتحة الظاهرة «جامعة» مفعول ثان منصوب بالفتحة الظاهرة أيضا، وفي جامعة ضمير مستتر جوازا تقديره هي يعود إلى الدار وهو فاعله «شملي» شمل: مفعول به لجامعة، منصوب بفتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم، وهو مضاف وياء المتكلم =