أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

هذا باب الفاعل

صفحة 109 - الجزء 2

  وقوله:

  [٢١٧] -

  فما زاد إلّا ضعف ما بي كلامها


= فارس أيضا: جمح أي أسرع إسراعا لا يرده شيء، وكل شيء مضى لوجهه على شيء فقد جمح، والجموح من الرجال: الذي يركب هواه فلا يمكن رده، والمعنى ههنا على هذا «لم يسل» مضارع سلا بمعنى تعزى وصبر «تغري» تحرض وتحض.

الإعراب: «لما» ظرف بمعنى حين، مبني على السكون في محل نصب، وناصبه قوله:

«تسلى» في البيت التالي له «أبى» فعل ماض «إلا» أداة استثناء ملغاة «جماحا» مفعول به لأبى «فؤاده» فؤاد: فاعل أبى، وهو مضاف وضمير الغائب مضاف إليه «ولم» الواو عاطفة، لم: حرف نفي وجزم وقلب «يسل» فعل مضارع مجزوم بلم، وعلامة جزمه حذف الواو والضمة قبلها دليل عليها، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو «عن ليلى، بمال» كل منهما جار ومجرور متعلق بقوله: «يسل» وقوله: «ولا أهل» الواو عاطفة، ولا: زائدة لتأكيد النفي، وهو مجرور بالكسرة الظاهرة.

الشاهد فيه: قوله: «أبى إلا جماحا فؤاده» حيث قدم المفعول المحصور بإلا - وهو قوله: «جماحا» - على الفاعل الذي هو قوله: «فؤاده».

وقد استدل بهذا البيت ونحوه جمهور البصريين والفراء وابن الأنباري والكسائي فقالوا: يجوز أن يتقدم المفعول المحصور بإلا على الفاعل، لأن المفعول وإن تقدم في منزلة التأخير، وأكثر هؤلاء لا يجيز تقديم الفاعل المحصور بإلا، لانتفاء العلة التي أجازوا من أجلها تقديم المفعول المحصور بإلا.

وذهب بعض البصريين إلى أنه لا يجوز تقديم المحصور بإلا مطلقا، فاعلا كان هذا المحصور أو مفعولا، وهؤلاء قاسوا الحصر بإلا على الحصر بإنما.

والذين أجازوا تقديم المفعول المحصور بإلا فرقوا بين الحصر بإلا والحصر بإنما فقالوا: أنت لو قلت «إنما ضرب بكرا خالد» لم يقم دليل على أن المحصور هو تالي إنما، ولكنك لو قلت «ما ضرب إلا بكرا خالد» وقدمت إلا مع المفعول فقد وضح مقصودك، فلما كان اللبس في «إنما» موجودا البتة. وكان اللبس مع إلا غير موجود حين تقدم إلا - قلنا بالجواز في هذا الموضع الذي لا لبس فيه.

[٢١٧] - هذا عجز بيت من الطويل، وصدره قوله:

تزوّدت من ليلى بتكليم ساعة

ونسب كثير من العلماء البيت لمجنون بني عامر قيس بن الملوح، ولم أعثر عليه في =