[تغير صورة الفعل عند إسناده للنائب عن الفاعل]
  وقال:
  [٢٣٢] -
  حوكت على نيرين إذ تحاك
= زبيد - حرملة بن المنذر - الطائي:
ليت شعري، وأين منّي ليت؟ ... إنّ ليتا وإنّ لوّا عناء
ومثله قول عمر بن أبي ربيعة المخزومي:
ليت شعري، وهل يردّنّ ليت؟ ... هل لهذا عند الرّباب جزاء؟
ومن هذا الوادي قول الآخر:
ألام على لوّ، ولو كنت عالما ... بأذناب لوّ لم تفتني أوائله
الإعراب: «ليت» حرف تمن ونصب «وهل» حرف استفهام معناه النفي «ينفع» فعل مضارع «شيئا» مفعول به لينفع «ليت» قصد لفظه: فاعل ينفع، والجملة لا محل لها معترضة «ليت» حرف تمن مؤكد للأول «شبابا» اسمه «بوع» فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود على شباب، والجملة في محل رفع خبر ليت «فاشتريت» فعل وفاعل.
الشاهد فيه: قوله: «بوع» فإنه فعل ثلاثي معتل العين، فلما بناه للمجهول أخلص ضم فائه، وإخلاص ضم الفاء لغة جماعة من العرب منهم من حكى المؤلف، ومنهم بعض بني تميم، ومنهم ضبة، وحكيت عن هذيل.
[٢٣٢] - هذا بيت من الرجز المشطور، وبعده قوله:
تختبط الشّوك ولا تشاك
وهو لراجز لم يعينوه.
اللغة: «حوكت» نسجت، وتقول: حاك الثوب يحوكه حوكا وحياكة «نيرين» تثنية نير - بكسر النون بعدها ياء مثناة - وهو علم الثوب أو لحمته، فإذا نسج الثوب على نيرين فذلك أصفق له وأبقى، وإذا أرادوا أن يصفوا ثوبا بالمتانة والإحكام قالوا: هذا ثوب ذو نيرين، وقد قالوا من ذلك أيضا: هذا رجل ذو نيرين، وهذا رأي ذو نيرين، وهذه حرب ذات نيرين، يريدون أنها شديدة، وقالوا: هذا ثوب منير - على زنة معظم - إذا كان منسوجا على نيرين. وقد روي في موضع هذه العبارة «حوكت على نولين» والنولين: مثنى نول - بفتح النون وسكون الواو - وهو اسم للخشبة التي يلف عليها الحائك الشقة حين يريد نسجها «تختبط الشوك» تضربه بعنف «ولا تشاك» لا يدخل فيها الشوك ولا يضرها. =