أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[المواضع التي يرجح فيها النصب]

صفحة 145 - الجزء 2

  وإنّما اتّفق السبعة عليه في نحو: {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا}⁣(⁣١)، لأن تقديره عند سيبويه: ممّا يتلى عليكم حكم الزاني والزانية، ثم استؤنف الحكم، وذلك لأن الفاء لا تدخل عنده في الخبر في نحو هذا، ولذا قال في قوله:

  [٢٣٣] -

  وقائلة خولان فانكح فتاتهم


= الجامدة، وهي لا تعمل فيما يتقدم عليها، فلا تفسر عاملا فيه، وقد شرطنا في المشغول أن يكون صالحا للعمل فيما قبله.

(١) سورة النور، الآية: ٢.

[٢٣٣] - هذا صدر بيت من الطويل، وعجزه قوله:

وأكرومة الحيّين خلو كما هيا

وهذا البيت من شواهد سيبويه الخمسين التي لم يعرفوا لها قائلا معينا.

اللغة: «خولان» قبيلة من مذحج باليمن، واسم أبيها خولان بن عمرو بن الحاف بن قضاعة، وهو بفتح الخاء المعجمة وسكون الواو «فتاتهم» الفتاة: الشابة من النساء، وهي مؤنث فتى «أكرومة» بضم الهمزة وسكون الكاف وبعدها راء مهملة، بزنة الأضحوكة من الضحك والأحدوثة من الحديث والأعجوبة من العجب، والمعنى الذي تدل عليه هو معنى اسم المفعول «الحيين» أراد حي أبيها وحي أمها، يريد أنها فتاة ذات كرم ومجادة من جهتي نسبها «خلو» خالية من الأزواج، وهي بكسر الخاء وسكون اللام وآخرها واو.

الإعراب: «وقائلة» الواو واو رب، قائلة: مبتدأ، مرفوع بضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الشبيه بالزائد «خولان» خبر مبتدأ محذوف مرفوع بالضمة الظاهرة، والتقدير: هذه خولان «فانكح» الفاء حرف دال على الاستئناف، انكح: فعل أمر: مبني على السكون لا محل له من الإعراب، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «فتاتهم» فتاة: مفعول به ل «أنكح»، وهو مضاف وضمير الغيبة العائد إلى خولان مضاف إليه «وأكرومة» الواو للحال، أكرومة: مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة، وهو مضاف و «الحيين» مضاف إليه، مجرور بالياء نيابة عن الكسرة لأنه مثنى، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد «خلو» خبر المبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة «كما» الكاف حرف جر، وما: يجوز أن تكون حرفا زائدا وعليه تكون «هي» ضميرا مجرور المحل بالكاف، والجار والمجرور متعلق بمحذوف خبر =