هذا باب المفعول المطلق
  أو مقرونا باستفهام توبيخيّ، نحو: «أتوانيا وقد جدّ قرناؤك؟» وقوله:
  [٢٥٠] -
  ألؤما لا أبا لك واغترابا؟
= وقد ضرب هذا مثلا، والمراد المبالغة في الجزع والفزع والروع «لن تراعي» يروى في مكانه «لا تراعي» بلا الناهية، والمعنى لا تخافي ولا تفزعي «مجال الموت» المراد به مكان المعركة الذي يجول فيه الفرسان ويعدو فيه بعضهم على بعض بما يكون سببا للموت «الخلود» البقاء المستمر الذي لا انقطاع له.
الإعراب: «صبرا» مفعول مطلق معمول لفعل محذوف وجوبا، والتقدير: اصبري صبرا، وهو منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة «في مجال» جار ومجرور متعلق بقوله صبرا، ومجال مضاف و «الموت» مضاف إليه، مجرور بالكسرة الظاهرة «صبرا» توكيد للمصدر السابق «فما» الفاء حرف دال على التفريع، وما: نافية «نيل» مبتدأ، أو اسم ما، مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، وهو مضاف و «الخلود» مضاف إليه «بمستطاع» الباء حرف جر زائد، ومستطاع: خبر المبتدأ أو خبر ما إن جعلتها عاملة، مرفوع على الأول بضمة مقدرة على آخره، ومنصوب على الثاني بفتحة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد.
الشاهد فيه: قوله «صبرا في مجال الموت صبرا» فإن هذه العبارة مشتملة على مصدر قائم مقام فعل الأمر - وهو قوله «صبرا» الذي يراد منه معنى اصبري - وقد تكرر هذا المصدر في هذه العبارة كما هو ظاهر، وهذا مما أجمع العلماء فيه على أن عامل هذا المصدر واجب الحذف؛ فلا يجوز ذكره بحال من الأحوال، لأن ابن عصفور ومن حذا حذوه جعلوا وجوب الحذف قاصرا على الموضع الذي يتكرر فيه المصدر أو يكون محصورا أو يقع قبله حرف استفهام مقصود به التوبيخ، وغير هذا الفريق يذهب إلى أنه متى كان المصدر واقعا موقع فعل الأمر وجب حذف عامله بدون قيد؛ فهذا المصدر واقع موقع فعل الأمر، ومشتمل على أحد القيود التي قيد بها من قيد وجوب الحذف؛ فيكون الحذف في هذا البيت واجبا بالإجماع، وهذا في غاية الظهور إن شاء اللّه.
[٢٥٠] - هذا الشاهد من كلام جرير بن عطية بن الخطفي، يهجو خالد بن يزيد الكندي، وهذا الذي ذكره المؤلف عجز بيت من الوافر، وصدره:
أعبدا حلّ في شعبى غريبا
اللغة: الهمزة من قوله «أعبدا» للنداء، و «شعبى» بضم ففتح وآخره ألف مقصورة - جبال منيعة متدانية، تقع من ضرية على قريب من ثمانية أميال، وقيل: هي جبل =