هذا باب المفعول له
  وقد انتفى الاتحادان في {أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ}(١).
  ويجوز جرّ المستوفي للشروط: بكثرة إن كان بأل، وبقلة إن كان مجردا، وشاهد القليل فيهما قوله:
  [٢٥٤] -
  لا أقعد الجبن عن الهيجاء
= الطويل، وعجزه قوله:
كما انتفض العصفور بلّله القطر
اللغة: (تعروني) تنزل بي، تقول: عرا فلان فلانا يعروه، وعرا فلانا الأمر الفلاني يعروه، إذا نزل به (هزة) أراد بها الرعدة والانتفاضة التي تعرو الإنسان عند البرد أو عند حدوث أمر لم يكن يتوقعه (انتفض العصفور) ارتعد وارتعش (القطر) المطر.
الإعراب: (إني) إن: حرف توكيد ونصب، وياء المتكلم اسمه مبني على السكون في محل نصب (لتعروني) اللام لام الابتداء، وتعرو: فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة على الواو منع من ظهورها الثقل، والنون للوقاية، وياء المتكلم مفعول به مبني على السكون في محل نصب (هزة) فاعل تعرو، مرفوع بالضمة الظاهرة، والجملة من تعرو وفاعله ومفعوله في محل رفع خبر إن (لذكراك) اللام حرف جر، ذكرى: مجرور باللام وعلامة جره كسرة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر، وهو مضاف وكاف المخاطبة مضاف إليه مبني على الكسر في محل جر، والجار والمجرور متعلق بتعرو (كما) الكاف حرف جر، وما: حرف مصدري (انتفض) فعل ماض (العصفور) فاعل انتفض مرفوع بالضمة الظاهرة، وما مع ما دخلت عليه في تأويل مصدر مجرور بالكاف، والجار والمجرور متعلق بمحذوف يقع صفة لهزة، أي هزة كائنة مثل انتفاض العصفور الخ (بلله) بلل: فعل ماض، والهاء مفعول به، وهي عائدة على العصفور (القطر) فاعل بلل، والجملة من بلل وفاعله ومفعوله في محل نصب حال من العصفور أو في محل رفع صفة للعصفور؛ لأنه اسم محلى بأل الجنسية.
الشاهد فيه: قوله: (لذكراك) فإنه علة لعرو الهزة، أي طروها عليه، ولكن فاعل العرو هو الهزة، وفاعل الذكرى هو المتكلم، فلما اختلف الفاعل جر الاسم الدال على العلة باللام.
(١) سورة الإسراء، الآية: ٧٨.
[٢٥٤] - لم أقف لهذا الشاهد على نسبة إلى قائل معين، وهذا الذي ذكره المؤلف صدر بيت من =