[فصل: كل أسماء الزمان تقبل النصب على الظرفية، والصالح من أسماء المكان نوعان]
  أي: كان ذلك حينئذ، واسمع الآن.
[فصل: كل أسماء الزمان تقبل النصب على الظرفية، والصالح من أسماء المكان نوعان]
  فصل: أسماء الزمان كلّها صالحة للانتصاب على الظرفية، سواء في ذلك مبهمها كحين ومدّة، ومختصّها كيوم الخميس، ومعدودها كيومين وأسبوعين(١).
[المكان نوعان]
  والصّالح لذلك من أسماء المكان نوعان:
  أحدهما: المبهم(٢) - وهو: ما افتقر إلى غيره في بيان صورة مسماه: كأسماء الجهات نحو أمام ووراء ويمين وشمال وفوق وتحت، وشبهها في الشّياع كناحية وجانب ومكان، وكأسماء المقادير كميل وفرسخ وبريد.
  والثاني: ما اتّحدت مادته ومادة عامله، ك «ذهبت مذهب زيد»، و «رميت مرمى عمرو»، وقوله تعالى: {وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْها مَقاعِدَ لِلسَّمْعِ}(٣).
= محذوف، وهو مضاف و (إذ) مضاف إليه، و (الآن) مبني على الفتح في محل نصب بفعل آخر محذوف، وتقدير الكلام: كان ما تذكره حين إذ كان كذا، واسمع الآن ما أقوله، فهما جملتان، وحينئذ مقتطعة من جملة، والآن مقتطعة من جملة أخرى، كما سمعت في تقدير أصل الكلام.
(١) عرفوا المختص من ظرف الزمان بأنه ما يقع جوابا لمتى كيوم الخميس، وعرفوا المعدود منه بأنه ما يقع جوابا لكم كيومين وثلاثة أيام، وأسبوع، والمبهم منه ما لا يكون جوابا لواحد من السؤالين المذكورين، ومثاله حين ومدة ووقت، وبقي مما ينتصب من اسم الزمان على الظرفية ما اشتق من المصدر كمجلس زيد ومقعده، بمعنى زمان جلوسه وزمان قعوده.
(٢) قال أبو البقاء: الإبهام يحصل في المكان من وجهين، الأول: ألا يلزم مسماه، ألا ترى أن خلفك قدام لغيرك، وأنك قد تتحول عن تلك الجهة فيصير ما كان خلفك جهة أخرى لك، لأن الجهات تختلف باختلاف الكائن فيها، فهي جهات له وهو في وضع خاص، وليس لكل واحدة منها حقيقة منفردة بنفسها! والوجه الثاني: أن هذه الجهات ليس لها أمد معلوم تنتهي عنده، فخلفك: اسم لما وراء ظهرك إلى آخر الدنيا، وأمامك: اسم لما قدام وجهك إلى آخر الدنيا، وهلم جرا.
(٣) سورة الجن، الآية: ٩.