أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[تعريفه، وبيان ما يخرج بكل قيد]

صفحة 210 - الجزء 2

  تقول: «ما فعلته قطّ» و «لا أفعله عوض» وما لا يخرج عنها إلا بدخول الجار عليه، نحو قبل وبعد ولدن وعند، فيحكم عليهن بعدم التصرف مع أن «من» تدخل عليهن، إذ لم يخرجن عن الظرفية إلا إلى حالة شبيهة بها، لأن الظرف والجار والمجرور أخوان.

هذا باب المفعول معه

[تعريفه، وبيان ما يخرج بكل قيد]

  وهو: اسم، فضلة، تال لواو بمعنى مع، تالية لجملة ذات فعل أو اسم فيه معناه وحروفه، ك «سرت والطّريق» و «أنا سائر والنّيل».

  فخرج باللفظ الأول نحو: «لا تأكل السّمك وتشرب اللّبن» ونحو: «سرت والشّمس طالعة» فإن الواو داخلة في الأول على فعل، وفي الثاني على جملة، وبالثاني نحو: «اشترك زيد وعمرو»، وبالثالث نحو: «جئت مع زيد»، وبالرابع نحو: «جاء زيد وعمرو قبله، أو بعده»، وبالخامس نحو: «كلّ رجل وضيعته» فلا يجوز فيه النصب، خلافا للصّيمريّ، وبالسادس نحو: «هذا لك وأباك» فلا يتكلم به، خلافا لأبي علي.

  فإن قلت: فقد قالوا: «ما أنت وزيدا» و «كيف أنت وزيدا».

  قلت: أكثرهم يرفع بالعطف، والذين نصبوا قدّروا الضمير فاعلا لمحذوف لا مبتدأ، والأصل ما تكون؟ وكيف تصنع؟⁣(⁣١) فلما حذف الفعل وحده برز ضميره وانفصل.


(١) ههنا ثلاثة أمور يتضح بها كلام ابن هشام | تمام الاتضاح، وأنا مبين لك هذه الأمور بيانا لا يبقى معه عندك خفاء في شيء منها.

الأمر الأول: أنه قد ورد الاسم الواقع بعد الواو المسبوقة بما أنت، أو بكيف أنت، مرفوعا، وورد منصوبا أيضا، والكثير في كلام العرب وروده مرفوعا، ومن ذلك قول الشاعر، وهو من شواهد سيبويه ١/ ١٥١.

وكنت هناك أنت كريم قيس ... فما القيسيّ بعدك والفخار

ومن ذلك قول الآخر:

وكنت امرأ من أهل نجد، وأهلنا ... تهام، فما النّجديّ والمتغوّر

=