[تعريفه، وبيان ما يخرج بكل قيد]
= ومن ذلك قول زياد الأعجم:
تكلّفني سويق التّمر جرم ... وما جرم وما ذاك السّويق
ومن ذلك قول المخبل:
يا زبرقان أخا بني خلف ... ما أنت - ويب أبيك - والفخر
وعلى الرفع الوارد في هذه الأبيات ونحوها تكون الواو للعطف، ويكون الاسم المرفوع معطوفا على (أنت)
ومن شواهد مجيء الاسم منصوبا قول أسامة بن حبيب الهذلي، وهو من شواهد سيبويه أيضا:
ما أنت والسّير في متلف ... يبرّح بالذكر الضّابط
ومنه قول الآخر:
أتوعدني بقومك يا ابن حجل ... أشابات يخالون العبادا
بما جمّعت من حضن وعمرو ... وما حضن وعمرو والجيادا
الشاهد في هذا البيت في قوله: (والجيادا) فأما قوله قبله (وعمرو) فالواو فيه واو العطف.
الأمر الثاني: أن ابن هشام قدر الفعل ههنا بقوله: (والأصل ما تكون وكيف تصنع) وسيبويه قدر الفعل من لفظ الكون في الموضعين، وجعل الفعل مضارعا بعد كيف، وماضيا بعد ما، فقال: (كأنه قال: كيف تكون أنت وقصعة من ثريد، وما كنت وزيدا) وهو الذي يدل عليه كلام ابن مالك فإنه قال في الألفية:
وبعد ما استفهام أو كيف نصب ... بفعل كون مضمر بعض العرب
وقال في شرح كافيته: (وقد روي عن بعض العرب النصب بعد كيف وما الاستفهامية، على إضمار كان، نحو: ما أنت والكلام فيما لا يعينك؟ وكيف أنت وقصعة من ثريد) اه.
الأمر الثالث: قد اختلف الذين تبعوا سيبويه في تقدير فعل من مادة الكون، في موضعين، أولهما: هل يجوز جعل الفعل مع ما مضارعا ومع كيف ماضيا، أم يلتزم تقديره ماضيا مع ما وتقديره مع كيف مضارعا كما قدره سيبويه؟ فقال السيرافي: يجوز تقدير الماضي والمضارع جميعا مع كل منهما، لأن التفريق في عبارة سيبويه ليس مرادا له، وإطلاق ابن مالك في عبارة النظم (بفعل كون) يومئ إلى اختياره هذا الرأي، وقال ابن ولاد: ولا يجوز إلا تقدير الماضي مع ما والمضارع مع كيف كما قدره سيبويه، =