[فصل: حركة نون المثنى ونون جمع المذكر السالم، وما فيهما من اللغات]
  وقيل: لا يختص بالياء، كقوله:
  [١٦] -
  أعرف منها الجيد والعينانا
= وفي عطف الجملة الفعلية على الجملة الاسمية خلاف، قيل: لا يجوز مطلقا، وقيل:
يجوز مطلقا، وقيل: ويجوز إن كان العاطف هو الواو.
الشاهد فيه: قوله: «أحوذيين» فإن الرواية فيه بفتح النون، ولا يمكن أن يجعل إعراب هذه الكلمة بحركة ظاهرة على النون؛ لأن الكلمة في موضع الجر، والنون مفتوحة كما علمت، فإعرابها يتعين أن يكون بالياء نيابة عن الكسرة، وقد اختلف العلماء في الاعتذار عن فتح النون، فمنهم من زعم أنه ضرورة، وليس في مكنتك أن تقبل هذا؛ لأنه لا محوج إلى هذا الفتح من قافية أو وزن، بل يستقيم البيت بحاله من غير تغيير فيه أصلا مع الكسر الذي هو الغالب كما استقام مع الفتح، ومن العلماء من ذكر أن فتح نون المثنى بعد الياء لغة من لغات العرب، وقد نقلها الفراء عن بني أسد، وهذا أولى أن يؤخذ به؛ لما قدمنا.
[١٦] - هذا بيت من مشطور الرجز، وقد نسب كثير من النحاة هذا الشاهد إلى رؤبة بن العجاج، وقد ذكره ناشر ديوانه في زياداته التي حدثتك حديثها مرارا، وقد أنشده أبو زيد في نوادره ضمن أبيات (ص ١٥) عن المفضل الضبي ونسبها لرجل من بني ضبة، وقبله في روايته قوله:
إنّ لسعدى عندنا ديوانا ... يخزي فلانا وابنه فلانا
كانت عجوزا عمّرت زمانا ... وهي ترى سيّئها إحسانا
أعرف منها الأنف والعينانا ... ومنخران أشبها ظبيانا
اللغة: «أعرف منها الجيد» يروى في مكانه «أعرف منها الأنف» كما رويت في رواية أبي زيد، والجيد: العنق «منخرين» بفتح الميم وسكون النون وكسر الخاء بزنة مجلس ومسجد. وقد تكسر الميم اتباعا لكسرة الخاء - أصله موضع النخير - وهو الصوت المنبعث من الأنف - ثم سمي به خرق الأنف «ظبيانا» زعم جماعة منهم الهروي - أنه تثنية ظبي، وهو خطأ ولا معنى له، والصواب أن ظبيان في هذا الموضع علم على رجل بعينه، قال أبو زيد: «ظبيان: اسم رجل، وأراد منخري ظبيان، كما قال ø:
{وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ} يريد أهل القرية» ا ه.
الإعراب: «أعرف» فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا «منها» جار ومجرور متعلق بأعرف «الجيد» مفعول به لأعرف، منصوب =