[فصل: حركة نون المثنى ونون جمع المذكر السالم، وما فيهما من اللغات]
[فصل: حركة نون المثنى ونون جمع المذكر السالم، وما فيهما من اللغات]
  فصل: نون المثنى وما حمل عليه مكسورة، وفتحها بعد الياء لغة، كقوله:
  [١٥] -
  على أحوذيّين استقلّت عشيّة
= وقد جاء لهذا البيت نظائر من كلام العرب في غير باب العقود وغير جمع الاسم المحذوف اللام، من ذلك قول ذي الإصبع العدواني في نونيته الطويلة:
إنّي أبيّ أبيّ ذو محافظة ... وابن أبيّ أبيّ من أبيّين
ومن ذلك قول الفرزدق:
ما سدّ ميت وعلا حيّ مسدّهما ... إلّا الخلائف من بعد النّبيّين
ومما يدخل في هذا الباب قول الآخر:
ولقد ولدت بنين صدق سادة ... ولأنت بعد اللّه كنت السّيّدا
وقول الآخر:
وإن أتمّ ثمانينا رأيت له ... شخصا ضئيلا وكلّ السّمع والبصر
[١٥] - هذا صدر بيت من الطويل، وعجزه قوله:
فما هي إلّا لمحة وتغيب
وهذا بيت من كلمة جيدة لحميد بن ثور الهلالي يصف فيها قطاة.
اللغة: «أحوذيين» هو مثنى أحوذي، وأصل الأحوذي السريع في سيره، ثم استعمل في السريع في كل شيء أخذ فيه، وقال أبو عمرو: الأحوذي هو الخفيف في الشيء يحذقه. وفي ديوان الأدب: الأحوذي الراعي المتشمر للرعاية الضابط لما ولي، وأراد حميد بالأحوذيين هاهنا جناحي القطاة «استقلت» ارتفعت وتحاملت وعلت في الجو.
المعنى: يريد أن هذه القطاة قد طارت بجناحين سريعين، فأنت لا تقع عينك عليها إلّا مقدار لحظة ثم تغيب عنك، وكنى بذلك عن سرعتها.
الإعراب: «على» حرف جر «أحوذيين» مجرور بعلى، وعلامة جره الياء نيابة عن الكسرة لأنه مثنى، والجار والمجرور متعلق باستقل «استقلت» استقل: فعل ماض، والتاء علامة على تأنيث الفاعل، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي يعود إلى القطاة «عشية» ظرف زمان منصوب باستقل «فما» الفاء عاطفة، ما: نافية «هي» ضمير منفصل مبتدأ يعود إلى القطاة «إلّا» أداة استثناء ملغاة «لمحة» خبر المبتدأ، والكلام على حذف مضافين. وتقديره: فما زمان رؤيتها إلّا لمحة «وتغيب» الواو عاطفة، تغيب: فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي يعود إلى القطاة، وجملة المضارع وفاعله معطوفة بالواو على جملة المبتدأ والخبر، =