أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

هذا باب المستثنى

صفحة 247 - الجزء 2

  الّذي سواك» قالوا: ولا تخرج عن النصب على الظرفية إلا في الشعر، كقوله:

  [٢٦٥] -

  ولم يبق سوى العدوا ... ن دنّاهم كما دانوا


[٢٦٥] - هذا الشاهد من كلام الفند الزماني - بكسر الزاي وتشديد الميم مفتوحة - واسمه شهل بن شيبان، وشهل وشيبان كلاهما بالشين المعجمة، وهو من شعراء الحماسة.

اللغة: (العدوان) بضم العين وسكون الدال - الظلم، تقول: عدا يعدو، واعتدى يعتدي، إذا جاوز الحد فجار وظلم (دناهم) جازيناهم وفعلنا بهم مثل ما فعلوا بنا، وقالوا: كما تدين تدان، وهم يريدون كما تفعل يفعل بك، وكما تفعل تجازى به.

الإعراب: (لم) حرف نفي وجزم وقلب مبني على السكون لا محل له من الإعراب (يبق) فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف الألف والفتحة قبلها دليل عليها (سوى) فاعل يبق مرفوع بضمة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر، وسوى مضاف و (العدوان) مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة (دناهم) دان: فعل ماض مبني على فتح مقدر على آخره لا محل له من الإعراب، ونا: فاعله وهو ضمير المتكلم ومعه غيره مبني على السكون في محل رفع، وضمير الغائبين العائد على بني ذهل المذكورين في بيت سابق على بيت الشاهد مفعول به لدان مبني على السكون في محل نصب (كما) الكاف حرف جر مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، وما: حرف مصدري مبني على السكون لا محل له من الإعراب (دانوا) دان: فعل ماض، وواو الجماعة فاعله مبني على السكون في محل رفع، وما المصدرية مع مدخولها في تأويل مصدر مجرور متعلق بمحذوف لمصدر يقع مفعولا مطلقا عامله قولهم دناهم، وتقدير الكلام: دناهم دينا مماثلا لدينهم إيانا، وجملة (دناهم) لا محل لها من الإعراب جواب (لما) المذكورة في بيت قبل بيت الشاهد.

وإليك بيتين من أول القطعة التي منها بيت الشاهد على ما رواه أبو تمام في الحماسة:

صفحنا عن بني ذهل ... وقلنا القوم إخوان

فلمّا صرّح الشّرّ ... وأمسى وهو عريان

الشاهد فيه: قوله: (ولم يبق سوى العدوان) حيث أوقع (سوى) فاعلا لقوله (يبق)، وهذا عند جمهور البصريين ضرورة لا تقع إلا في الشعر، وهو عند جمهور الكوفيين جائز في سعة الكلام غير مختص بالشعر، ومذهب الكوفيين في هذه المسألة أرجح؛ لورودها كما قالوا في كثير من الشواهد نثرا ونظما، وقد ذكرنا منها جملة صالحة في =