أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

هذا باب المستثنى

صفحة 246 - الجزء 2

  الزجاجيّ وابن مالك. سوى كغير معنّى وإعرابا، ويؤيدهما حكاية الفرّاء «أتاني سواك». وقال سيبويه والجمهور: هي ظرف، بدليل وصل الموصول بها، ك «جاء


= ومن وقوعها مرفوعة على الفاعلية قول الفند الزماني - وهو من شعراء الحماسة أيضا:

ولم يبق سوى العدوا ... ن دنّاهم كما دانوا

ومن وقوعها معمولة لنواسخ الابتداء قول الشاعر:

لديك كفيل بالمنى لمؤمّل ... وإنّ سواك من يؤمّله يشقى

وقول أبي دهبل الجمحي:

أأترك ليلى ليس بيني وبينها ... سوى ليلة؟ إنّي إذا لصبور

وسنذكر لك شاهدا وقعت فيه مفعولا مع شرح الشاهد ٢٦٦.

ويقول ابن مالك في كتابه الكافية الشافية الذي لخصه في الألفية:

سوى كغير في جميع ما ذكر ... وعدّه من الظّروف مشتهر

ومانع تصريفه من عدّه ... ظرفا، وذا القول الدّليل ردّه

فإنّ إسنادا إليها كثرا ... وجرّها نثرا ونظما شهرا

وقال في شرح هذه الأبيات: (سوى المشار إليه اسم يستثنى به، ويجر ما يستثنى به للإضافة إليه، ويعرف هو تقديرا بما يعرب به غير لفظا، خلافا لأكثر البصريين في ادعاء لزومها النصب على الظرفية وعدم التصرف، وإنما اخترت خلاف ما ذهبوا إليه لأمرين، أحدهما: إجماع أهل اللغة على أن معنى قول القائل: قاموا سواك، وقاموا غيرك، واحد، وأنه لا أحد منهم يقول إن سوى عبارة عن مكان أو زمان، وما لا يدل على مكان أو زمان فبمعزل عن الظرفية، والثاني أن من حكم بظرفيتها حكم بلزوم ذلك، وأنها لا تتصرف، والواقع في كلام العرب نثرا ونظما خلاف ذلك، فإنها قد أضيفت إليها، وابتدئ بها، وعمل فيها نواسخ الابتداء وغيرها من العوامل اللفظية) اه، المقصود منه.

وبعد، فإن كثرة هذه الشواهد، وتأثر (سوى) فيها وفي كثير من أمثالها بالعوامل المختلفة لا يبقى معه محل لادعاء عدم تصرفها ولزومها للظرفية، ومن أجل هذا كان ما ذهب إليه الكوفيون وارتضاه ابن مالك في هذه المسألة هو القول الخليق بأن نأخذ به، وإن خالف ما ذهب إليه الخليل بن أحمد وشيخ نحاة أهل البصرة سيبويه، فإنا نتحدث عن لغة العرب التي نطقت بها ألسنتهم في مختلف عصورهم، فلا تغفل عن ذلك، واللّه يتولاك بتأييده.