أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[للحال أربعة أوصاف]

صفحة 263 - الجزء 2

  أو عدد، نحو: {فَتَمَّ مِيقاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً}⁣(⁣١).

  أو طور واقع فيه تفضيل، نحو: «هذا بسرا أطيب منه رطبا».

  أو تكون نوعا لصاحبها، نحو: «هذا مالك ذهبا».

  أو فرعا، نحو: «هذا حديدك خاتما» و {تَنْحِتُونَ الْجِبالَ بُيُوتاً}⁣(⁣٢).

  أو أصلا له، نحو: «هذا خاتمك حديدا»، و {أَ أَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً}⁣(⁣٣).

  تنبيه: أكثر هذه الأنواع وقوعا مسألة التسعير، والمسائل الثلاث الأول، وإلى ذلك يشير قوله⁣(⁣٤):

  ويكثر الجمود في سعر، وفي ... مبدي تأوّل بلا تكلّف

  ويفهم منه أنها تقع جامدة في مواضع أخر بقلّة، وأنها لا تؤوّل بالمشتق كما لا تؤوّل الواقعة في التسعير، وقد بينتها كلها.

  وزعم ابنه أن الجميع مؤوّل بالمشتقّ⁣(⁣٥)، وهو تكلف، وإنما قلنا به في الثلاث الأول؛ لأن اللفظ فيها مراد به غير معناه الحقيقي؛ فالتأويل فيها واجب.


(١) سورة الأعراف، الآية: ١٤٢.

(٢) سورة الأعراف، الآية: ٧٤.

(٣) سورة الإسراء، الآية: ٦١.

(٤) أي: قول ابن مالك في ألفيته.

(٥) فهو يؤول الحال الموطئة في قوله تعالى: {فَتَمَثَّلَ لَها بَشَراً سَوِيًّا} بأنه على معنى فتمثل لها مستويا في صفة البشر، ويؤول الحال الدالة على سعر بمسعر - بزنة اسم المفعول إن كانت حالا من المفعول، وبزنة اسم الفاعل إن كانت حالا من الفاعل - ويؤول الحال الدالة على العدد في نحو قوله تعالى: {فَتَمَّ مِيقاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً} بمعدود، ويؤول الحال الدالة على طور فيه تفضيل نحو (هذا بسرا أطيب منه رطبا) بمطور، ويؤول الحال الدالة على نوع صاحبها نحو (هذا مالك ذهبا) بمصوغ، ويؤول الحال الدالة على فرع صاحبها نحو قوله تعالى: {وَتَنْحِتُونَ الْجِبالَ بُيُوتاً} بمصنوع أو نحوه، ويؤول الحال الدالة على أصل صاحبها نحو قوله تعالى: {أَ أَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً} بمصنوع.