أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[للحال أربعة أوصاف]

صفحة 262 - الجزء 2

  عير» أي: مصطحبين اصطحاب عدلي حمار حين سقوطهما.

[وثانيها: الاشتقاق، وتقع جامدة مؤولة بالمشتق في ثلاث مسائل وجامدة غير مؤولة في سبع مسائل]

  الثانية: أن تدلّ على مفاعلة، نحو: «بعته يدا بيد»⁣(⁣١) أي: متقابضين، و «كلّمته فاه إلى فيّ» أي: متشافهين.

  الثالثة: أن تدلّ على ترتيب، ك «ادخلوا رجلا رجلا» أي: مترتبين.

  وتقع جامدة غير مؤوّلة بالمشتق في سبع مسائل، وهي:

  أن تكون موصوفة، نحو: {قُرْآناً عَرَبِيًّا}⁣(⁣٢)، {فَتَمَثَّلَ لَها بَشَراً سَوِيًّا}⁣(⁣٣)، وتسمى حالا موطّئة⁣(⁣٤).

  أو دالة على سعر، نحو: «بعته مدّا بكذا».


= غصن بان وفاحت مثل عنبر ورنت مثل غزال، وفي السلم مثل أعيار، وما بالنا أمس مثل أسد العرين وما بالنا اليوم مثل شاء النجف، والثاني أن تقدر نفس الاسم الجامد قائما مقام اسم مشتق، وكأنه قيل: بدت وضيئة ومالت مهتزة، وفي السلم شجعانا وفي الحرب جبناء، وما بالنا أمس شجعانا وما بالنا اليوم ضعفاء، وهلم جرا.

(١) يجوز في قولك (يدا بيد) رفع يد الأولى ونصبها، فأما إذا قلتها بالرفع فهي مبتدأ، والجار والمجرور بعدها متعلق بمحذوف خبر، ولكل من يد المرفوع ويد المجرور بالباء وصف محذوف، أي: يد منه، مصاحبة ليد مني، وهذه الصفة المقدرة هي التي سوغت الابتداء بالنكرة، جملة المبتدأ والخبر في محل نصب حال، وإذا قلت (يدا) بالنصب فهي حال، واختلفت عبارة النحاة في الجار والمجرور بعده، فيذكر الشيخ خالد نقلا عن ابن هشام أن سيبويه يجعله للبيان، يعني أنه متعلق بمحذوف مقصود به البيان، وفيه معنى المفاعلة، ويذكر الصبان أنه متعلق بمحذوف صفة للحال، أي يدا مع يد، ويقال مثل هذا الكلام في قولهم (مدّا بكذا).

(٢) سورة يوسف، الآية: ٢.

(٣) سورة مريم، الآية: ١٧.

(٤) الحال الموطئة هي: الاسم الجامد الموصوف بصفة هي الحال على وجه التحقيق، فكأن الاسم الجامد قد وطأ الطريق ومهده لما هو الحال، بسبب مجيئه قبله، وقد ذكر المؤلف مثالين لذلك من القرآن الكريم، ولك أن تقيس على ما جاء منه، كأن تقول:

لقيت زيدا رجلا سمحا، وزارني عليّ إنسانا كريما، وهلم جرا.