أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[للحال أربعة أوصاف]

صفحة 265 - الجزء 2

  بدئه»⁣(⁣١)، أي: عائدا، و «ادخلوا الأوّل ...


= جاء زيد إيجادا: أي انفرادا، وأنت تريد جاء زيد متوحدا: أي منفردا.

وذهب يونس بن حبيب وهشام والكوفيون إلى أنه منصوب على الظرفية، وكأنك حين تقول: (جاء محمد وحده) قد قلت: (جاء زيد لا مع غيره) وهؤلاء قاسوا (وحده) على مقابله وهو قولهم: (قد جاء محمد وعلي معا).

ويقول أبو رجاء عفا اللّه عنه: وإذا كان الأصل في هذه الكلمة أنها بمعنى المصدر وهو التوحد والانفراد كما يرى سيبويه فليس يبعد عندي أن يكون في نحو قولك (جاء علي وحده) مفعولا مطلقا، وعلى هذا يصح أن يكون العامل فيه اسما مشتقا يكون حالا من الضمير المستتر في جاء، وتقدير الكلام: جاء زيد متوحدا توحدا، ويصح أن يكون العامل فيه فعلا تقع جملته حالا، ويكون تقدير الكلام: جاء زيد يتوحد توحدا.

واختلفوا في موضع آخر من هذا المثال، وحاصله أن الذين قالوا إن (وحده) حال قد اختلفوا في صاحب الحال إذا قلت (رأيت زيدا وحده) فقال سيبويه: هو حال من الفاعل، وقال ابن طلحة: هو حال من المفعول، وأجاز المبرد كلا الوجهين، والذي أميل إليه أنه حال من المفعول في المثال الذي ذكرناه كما ذهب إليه ابن طلحة لأن المتكلم لو أراد أن الانفراد من أوصافه هو لقال (رأيت زيدا وحدي) أما هذا الاختلاف فيتصور في نحو (رأى محمد عليا وحده).

(١) اعلم أولا أن (عوده) بفتح العين وسكون الواو - أصله مصدر عاد يعود، والبدء: أصله مصدر بدأ يبدأ - بوزن فتح يفتح، ومعناه الابتداء، ثم اعلم أن هذه العبارة تروى برفع (عوده) وبنصبه، فأما رواية الرفع فلا خلاف فيها ولا إشكال، وعوده: مبتدأ، والجار والمجرور بعده متعلق بمحذوف خبر، والجملة في محل نصب حال من الضمير المستتر جوازا في (جاء) وأما رواية النصب فهي محل الكلام، وقد اختلف النحاة في تخريجها، فأما شيخ النحاة سيبويه فذهب إلى أن (عوده) مصدر في تأويل المشتق وهو حال من فاعل رجع، والجار والمجرور يكون متعلقا بالحال، وكأنه قد قيل: رجع عائدا على ابتدائه، فالحال حينئذ مؤكدة لعاملها، وذهب المحقق الرضي إلى أن (عوده) مفعول مطلق مبين لنوع عامله، والجار والمجرور متعلق برجع، وكأنه قد قيل:

رجع على بدئه عوده المعهود، فالإضافة في (بدئه) وفي (عوده) بمعنى أل العهدية، ويقال هذا الكلام في حق إنسان عهد منه عدم الاستقرار على ما ينتقل إليه، بل يرجع إلى ما كان عليه، وذهب أبو علي الفارسي إلى أن (عوده) مفعول مطلق وعامله اسم =