أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

هذا باب الحال

صفحة 282 - الجزء 2


= تفعل، يدل على أن الفاعل يتكلف الفعل ليصبح من عادته وسجاياه، ونظيره: تحلم، وتكرم، وتشجع، وتجلد، وتعزى، وتنبل، وانظر قول الشاعر:

تحلّم عن الأدنين واستبق ودّهم ... ولن تستطيع الحلم حتّى تحلّما

وإلى قول الآخر:

تجلّدت حتّى قيل: لم يعر قلبه ... من الوجد شيء، قلت: بل أعظم الوجد

(طرا) بضم الطاء وتشديد الراء - معناه جميعا، والأصل في هذه الكلمة ألا تستعمل إلا حالا؛ تقول: جاء القوم طرا، تريد أنهم جاؤوا جميعا (بينكم) البين - بفتح الباء وسكون الياء المثناة - أصله الانفصال والبعد والفراق، وتقول: بان الشيء عن الشيء يبين بينا وبينونة، إذا انفصل عنه بعد اتصال (بذكراكم) الذكرى - بكسر الذال المعجمة وسكون الكاف - التذكر.

الإعراب: (تسليت) تسلى: فعل ماض مبني على فتح مقدر على آخره لا محل له من الإعراب، وتاء المتكلم فاعله مبني على الضم في محل رفع (طرا) حال من ضمير المخاطبين المجرور محلّا بعن (عنكم) عن: حرف جر مبني على السكون لا محل له من الإعراب، وضمير المخاطبين في محل جر بعن، والجار والمجرور متعلق بتسلى (بعد) ظرف زمان منصوب بتسليت منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، وبعد مضاف وبين من (بينكم) مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة، وبين مضاف وضمير المخاطبين مضاف إليه مبني على الضم في محل جر، والميم حرف عماد (بذكراكم) الباء حرف جر مبني على الكسر لا محل له من الإعراب، وذكرى: مجرور بالباء وعلامة جره كسرة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر، والجار والمجرور متعلق بتسلى، وذكرى مضاف وضمير المخاطبين مضاف إليه مبني على الضم في محل جر، والميم حرف عماد (حتى) حرف ابتداء مبني على السكون لا محل له من الإعراب (كأنكم) كأن: حرف تشبيه ونصب مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، وضمير المخاطبين اسم كأن مبني على الضم في محل نصب (عندي) عند: ظرف مكان متعلق بمحذوف خبر كأن، وعند مضاف وياء المتكلم مضاف إليه مبني على السكون في محل جر.

الشاهد فيه: قوله: (طرا) فإنه حال، ومعناه جميعا، وصاحب هذا الحال الكاف التي هي ضمير المخاطب في قوله: (عنكم) وهذه الكاف مجرورة المحل بعن، وقد تقدم =