أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[رابعها: الجمع بالألف والتاء وما ألحق به]

صفحة 63 - الجزء 1

  بالكسرة⁣(⁣١) نحو: {خَلَقَ اللَّهُ السَّماواتِ}⁣(⁣٢) وربما نصب بالفتحة إن كان محذوف اللام كسمعت⁣(⁣٣) لغاتهم؛ فإن كانت التاء أصليّة كأبيات وأموات أو الألف أصلية كقضاة وغزاة نصب بالفتحة.

  وحمل على هذا الجمع شيئان: «أولات» نحو: {وَإِنْ كُنَّ أُولاتِ حَمْلٍ}⁣(⁣٤)، وما سمّي به من ذلك نحو: «رأيت عرفات» و «سكنت أذرعات»، وهي قرية بالشّام، فبعضهم يعربه على ما كان عليه قبل التسمية، وبعضهم يترك تنوين ذلك، وبعضهم


= ومسلمة، وكل اسم مؤنث بألف التأنيث المقصورة نحو حبليات في جمع حبلى، وكل اسم مؤنث بألف التأنيث الممدودة نحو عذراوات في جمع عذراء، وكل اسم لغير عاقل نحو إصطبلات في جمع إصطبل، ولا يمنع من تسميته سالما تغير بناء مفرده في حال الجمع كسجدات وزفرات - بفتح ثانيهما - في جمع سجدة وزفرة، بسكون ثانيهما، ونحو ظلمات وغرفات - بضم ثانيهما - في جمع ظلمة وغرفة، بسكون ثانيهما، ونحو حبليات وذكريات بقلب ألف مفرديهما ياء؛ فإنهما جمع حبلى وذكرى، ونحو صحراوات وعذراوات، بقلب همزة مفرديهما واوا؛ فإنهما جمع صحراء وعذراء.

(١) وذهب الأخفش إلى أنه مبني على الكسر في محل نصب، ولا وجه لهذا الكلام.

(٢) سورة العنكبوت، الآية: ٤٤.

(٣) إذا كان المفرد معتل اللام فإما أن ترد له هذه اللام في جمعه بالألف والتاء نحو سنة وسنوات أو سنهات ونحو عضة وعضوات، ونحو أخت وأخوات ونحو هنة وهنوات، وإما ألا ترد له اللام في جمعه بالألف والتاء، نحو لغة ولغات، ونحو ثبة وثبات، ونحو بنت وبنات، فإن كانت اللام المحذوفة من المفرد قد ردت إليه في الجمع المذكور أعرب بالكسرة نيابة عن الفتحة في جميع لغات العرب، ولم يختلف النحاة في ذلك، وإن كانت اللام المحذوفة من المفرد لم ترد إليه في جمعه فقد حكى أحمد بن يحيى ثعلب أن من العرب من ينصبه بالفتحة الظاهرة، نحو «سمعت لغاتهم» ونحو «رأيت بناتك» ووافقه على ذلك الكسائي وابن سيده، ورووا على هذه اللغة قول أبي ذؤيب الهذلي:

فلمّا جلاها بالأيام تحيزت ... ثباتا عليها ذلّها واكتئابها

(٤) سورة الطلاق، الآية: ٦