أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[تقدم الحال على العامل فيها، وتأخرها عنه]

صفحة 287 - الجزء 2

  نجوت وهذا تحملين طليق⁣(⁣١)

  [٥٥]

  ف «تحملين» في موضع نصب على الحال، وعاملها: «طليق» وهو صفة مشبّهة.

  الثانية: أن تتقدّم عليه وجوبا، كما إذا كان لها صدر الكلام، نحو: «كيف جاء زيد»؟

  الثالثة: أن تتأخّر عنه وجوبا، وذلك في ست مسائل⁣(⁣٢): وهي أن يكون العامل فعلا جامدا، نحو: «ما أحسنه مقبلا»، أو صفة تشبه الفعل الجامد - وهو اسم التفضيل، نحو: «هذا أفصح النّاس خطيبا»، أو مصدرا مقدرا بالفعل وحرف مصدري، نحو: «أعجبني اعتكاف أخيك صائما»، أو اسم فعل، نحو: «نزال


= جالسا، وخالد عندك منصتا) - فلا يجوز تقديم الحال على عاملها في شيء من ذلك، ولا فيما أشبهه.

(١) قد سبق الاستشهاد بهذا الشاهد في باب الموصول (وهو الشاهد رقم ٥٥ السابق في الجزء الأول) وذكرنا هناك نسبته وتكملته، فارجع إليه هناك.

والشاهد هنا قوله (تحملين) فإنها جملة من فعل وفاعل موضعها نصب على الحال، وصاحبها هو الضمير المستتر المرفوع في قوله (طليق) الذي هو خبر عن اسم الإشارة، ويكون العامل في الحال هو قوله: (طليق) وهو صفة مشبهة كما ذكر المؤلف؛ فيكون في الشاهد دليل على جواز تقدم الحال على عاملها مع كون العامل صفة مشبهة، وتقدير الشاهد: وهذا طليق حال مع كونه محمولا لك، وفي الموضع الذي أحلناك عليه إعراب آخر للكوفيين يجعلون فيه (هذا) اسما موصولا بمعنى الذي مبتدأ، وجملة (تحملين) صلته، و (طليق) خبره، وتقديره عندهم: والذي تحملينه طليق، وهو مردود.

(٢) هذه المسائل الست هي التي ذكرناها فيما سبق (ص ٢٨٠) زيادة على المؤلف وقلنا:

إنه لا يجوز أن يتقدم في كل واحدة منها الحال على صاحبها، فلا تغفل عن ذلك، واعرف الآن - مما ذكره المؤلف - أن يجب في كل واحدة منها أيضا أن يتأخر الحال عن العامل فيها؛ فيجتمع فيها أمران: أن تتأخر عن صاحبها، وأن تتأخر عن العامل أيضا.