هذا باب الحال
  مسرعا»، أو لفظا مضمّنا معنى الفعل دون حروفه، نحو: {فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خاوِيَةً}(١)، وقوله:
  [٢٧٤] -
  كأنّ قلوب الطّير رطبا ويابسا
(١) سورة النمل، الآية: ٥٢.
[٢٧٤] - هذا الشاهد من كلام امرئ القيس بن حجر الكندي، والذي ذكره المؤلف صدر بيت من الطويل، وعجزه قوله:
لدى وكرها العنّاب والحشف البالي
وهذا البيت من قصيدة له مستجادة، ومطلعها قوله:
ألا عم صباحا أيّها الطّلل البالي ... وهل يعمن من كان في العصر الخالي
وهل يعمن من كان أحدث عهده ... ثلاثين شهرا في ثلاثة أحوال
وقد تقدم شاهد من هذه القصيدة في باب المعرب والمبني في مباحث الجمع بألف وتاء مزيدتين، وهو الشاهد رقم ١٨.
اللغة: (عم صباحا) هذه إحدى تحيات العرب في جاهليتهم، كانوا يقولون: عم صباحا. وعم مساء، وأنعم صباحا، وأنعم مساء، وعم ظلاما، وأنعم ظلاما، ومن الأخيرة قول الشاعر، وسيأتي في شواهد باب الحكاية:
أتوا ناري فقلت: منون أنتم؟ ... فقالوا: الجنّ، قلت: عموا ظلاما
وقد اختلف العلماء في (عم) فمنهم من قال: هو أمر ماضيه وعم مثل وعد ووصف ووسم فكما تقول وعد يعد عد، ووصف يصف صف، ووسم يسم سم، تقول: وعم يعم عم، وقال قوم: أصله أنعم، فحذفت النون اعتباطا للتخفيف، فاستغني بعد ذلك عن همزة الوصل (الطلل) كل ما شخص وظهر وارتفع من آثار الديار (العصر الخالي) الزمن الماضي الذاهب في القدم (وهل يعمن من كان أحدث عهده - البيت) قال البطليوسي: ذهب بعض الرواة إلى أن الأحوال ههنا جمع حول بمعنى السنة، والوجه عندي أن الأحوال جمع حال، لا جمع حول، وإنما أراد كيف ينعم من كان أقرب عهده بالنعيم ثلاثين شهرا، وقد تعاقبت عليه ثلاثة أحوال، وهي: اختلاف الرياح عليه، وملازمة الأمطار له، والقدم المغير لرسومه (كأن قلوب الطير رطبا ويابسا - البيت) هذا البيت في وصف عقاب سريعة الاختطاف صيود، والعناب - بضم العين وتشديد النون مفتوحة - ضرب من الفاكهة تشبه به أنامل الحسان المخضوبة بالحناء، وشبه به ههنا القلوب الرطبة من الطير الذي صادته العقاب، والحشف: ضرب من رديء التمر، شبه به =