[فصل: الحال ضربان:]
= ونصحت له، والثاني أكثر، وهو الذي استعمله القرآن الكريم، قال تعالى: {وَلا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ} وفي قصيدة بشر بن عوانة المذكورة في مقامات بديع الزمان الهمذاني:
نصحتك فالتمس يا ليث غيري ... طعاما إنّ لحمي كان مرّا
(توقي) هو مصدر (توقى الرجل الأمر يتوقاه) إذا حفظ نفسه أن يقع فيه وتحرز عن إتيانه، وكأنه جعل لنفسه وقاية تحول بينه وبين ذلك الأمر (خلط) مصدر (خلط الأمر يخلطه) من باب ضرب يضرب - جعل بعضه في بعض (الجد) الاجتهاد، وهو أيضا ضد الهزل (اللعب) بفتح اللام وكسر العين - اللهو والاشتغال بما لا يفيد.
الإعراب: (أصخ) فعل أمر، مبني على السكون لا محل له من الإعراب، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت (مصيخا) حال صاحبه الضمير المستتر فيه أصخ، منصوب بالفتحة الظاهرة (لمن) اللام حرف جر مبني على الكسر لا محل له من الإعراب، من:
اسم موصول مبني على السكون في محل جر باللام، والجار والمجرور متعلق بأصخ (أبدى) فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف منع من ظهوره التعذر لا محل له من الإعراب، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى الاسم الموصول (نصيحته) نصيحة: مفعول به لأبدى منصوب بالفتحة الظاهرة، وضمير الغائب العائد إلى الاسم الموصول مضاف إليه مبني على الضم في محل جر، وجملة الفعل الماضي وفاعله ومفعوله لا محل لها من الإعراب صلة الموصول (والزم) الواو حرف عطف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، الزم: فعل أمر مبني على السكون لا محل له من الإعراب، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت (توقي) مفعول به لالزم منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، وهو مضاف و (خلط) مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة، وهي من إضافة المصدر إلى مفعوله، وخلط مضاف و (الجد) مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة، وهي أيضا من إضافة المصدر إلى مفعوله (باللعب) الباء حرف جر مبني على الكسر لا محل له من الإعراب، اللعب: مجرور بالباء، وعلامة جره الكسرة الظاهرة، والجار والمجرور متعلق بخلط.
الشاهد فيه: قوله (مصيخا) فإنه حال من الضمير المستتر في أصخ، على ما علمت في إعراب البيت، وعامله هو قوله (أصخ) والمعنى الذي يدل عليه هذا الحال قد كان العامل فيه يدل عليه قبل الإتيان بالحال، فجاء الحال مؤكدا لهذا المعنى مع كون مادة الحال وعامله واحدة، لا جرم كانت هذه الحال مؤكدة لعاملها لفظا ومعنى. =